كتاب قصر الأمل لابن أبي الدنيا

306 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ لِسَلْمَانَ: «أَلَا نَبْنِي لَكَ مَسْكَنًا يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟» ، قَالَ: لِمَ؟ لِتَجْعَلَنِي مَلِكًا؟ أَوْ تَجْعَلَ لِي بَيْتًا مِثْلَ دَارِكَ الَّتِي بِالْمَدَائِنِ؟، قَالَ: «لَا، وَلَكِنْ §نَبْنِي لَكَ بَيْتًا مِنْ قَصَبٍ، وَسَقْفُهُ بِالْبَرْدِي، إِذَا قُمْتَ كَادَ أَنْ يُصِيبَ رَأْسَكَ، وَإِذَا نِمْتَ كَادَ أَنْ يَمَسَّ طَرَفَيْكَ» ، قَالَ: كَأَنَّكَ كُنْتَ فِي نَفْسِي
307 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الْمَكِّيُّ، قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعُمَرِيُّ الزَّاهِدُ، فَاجْتَمَعْنَا إِلَيْهِ، وَأَتَاهُ وُجُوهُ أَهْلِ مَكَّةَ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى الْقُصُورِ الْمُحْدِقَةِ بِالْكَعْبَةِ نَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ: «يَا أَصْحَابَ الْقُصُورِ الْمُشَيَّدَةِ، اذْكُرُوا ظُلْمَةَ الْقُبُورِ -[194]- الْمُوحِشَةِ. يَا أَهْلَ التَّنَعُّمِ وَالتَّلَذُّذِ، §اذْكُرُوا الدُّودَ وَالصَّدِيدَ وَبِلَى الْأَجْسَامِ فِي التُّرَابِ» . قَالَ: ثُمَّ غَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ، فَقَامَ

الصفحة 193