ثلاثتهم (وكيع، وأَبو عاصم الضحاك بن مخلد، وزيد بن الحُبَاب) عن سفيان الثوري، عن أبي قيس الأَوْدي عبد الرَّحمَن بن ثروان، عن هزيل بن شرحبيل، فذكره (¬١).
- قال أَبو داود: كان عبد الرَّحمَن بن مهدي لا يحدث بهذا الحديث، لأن المعروف عن المغيرة، أن النبي صَلى الله عَليه وسَلم مسح على الخفين.
وروي هذا أيضا عن أبي موسى الأشعري، عن النبي صَلى الله عَليه وسَلم؛ أنه مسح على الجوربين، وليس بالمتصل، ولا بالقوي.
- وقال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
- وقال أَبو عبد الرَّحمَن النَّسَائي: ما نعلم أن أحدا تابع أبا قيس على هذه الرواية، والصحيح عن المغيرة؛ أن النبي صَلى الله عَليه وسَلم مسح على الخفين، والله أعلم.
- وقال أَبو حاتم بن حبان: أَبو قيس الأَوْدي، هو عبد الرَّحمَن بن ثروان.
---------------
(¬١) المسند الجامع (١١٧٤٠)، وتحفة الأشراف (١١٥٣٤)، وأطراف المسند (٧٣٧٧).
والحديث؛ أخرجه الطبراني ٢٠/ (٩٩٥ و ٩٩٦)، والبيهقي ١/ ٢٨٣ و ٢٨٤.
- فوائد:
- قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدث أبي بحديث الأشجعي، ووكيع، عن سفيان، عن أبي قيس، عن هزيل، عن المغيرة بن شعبة، قال: مسح النبي صَلى الله عَليه وسَلم على الجوربين والنعلين.
قال أبي: ليس يروى هذا إلا من حديث أبي قيس.
⦗١٠٢⦘
قال أبي: أبى عبد الرَّحمَن بن مهدي أن يحدث به، يقول: هو منكر، يعني حديث المغيرة هذا، لا يرويه إلا من حديث أبي قيس. «العلل» (٥٦١٢).
- وقال الميموني: سمعت أحمد بن حنبل، وسئل عن حديث أبي قيس الأَوْدي، مما روى عن المغيرة بن شعبة، عن النبي صَلى الله عَليه وسَلم أنه مسح على النعلين والجوربين؟ فقال لي: المعروف عن النبي صَلى الله عَليه وسَلم أنه مسح على الخفين، ليس هذا إلا من أبي قيس، إن له أشياء مناكير. «سؤالاته» (٤١٧).
- وقال البخاري: كان يحيى ينكر على أبي قيس حديثين، هذا، يعني حديث: «{قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} ثلث القرآن»، وحديث هزيل، عن المغيرة؛ مسح النبي صَلى الله عَليه وسَلم على الجوربين. «التاريخ الكبير» ٣/ ١٣٧.
- وقال مسلم بن الحجاج: قد بينا من ذكر أسانيد المغيرة في المسح بخلاف ما روى أَبو قيس، عن هزيل، عن المغيرة ما قد اقتصصناه، وهم من التابعين وأجلتهم، مثل مسروق، وذكر من قد تقدم ذكرهم، فكل هؤلاء قد اتفقوا على خلاف رواية أبي قيس، عن هزيل، ومن خالف خلاف بعض هؤلاء بين لأهل الفهم من الحفظ في نقل هذا الخبر وتحمل ذلك، والحمل فيه على أبي قيس أشبه، وبه أولى منه بَهزيل، لأن أبا قيس قد استنكر أهل العلم من روايته أخبارا غير هذا الخبر، سنذكرها في مواضعها، إن شاء الله.
قال مسلم: فأخبرني محمد بن عبد الله بن قهزاد، عن علي بن الحسن بن شقيق، قال: قال عبد الله بن المبارك: عرضت هذا الحديث، يعني حديث المغيرة، من رواية أبي قيس، على الثوري، فقال: لم يجئ به غيره، فعسى أن يكون وهما. «التمييز» ١/ ٢٠٢ (٨٧).
- وأخرجه العُقيلي في «الضعفاء» ٣/ ٣٨٩، في مناكير عبد الرَّحمَن بن ثروان، وقال: والرواية في الجوربين فيها لين.
- وقال الدارقُطني: يرويه الثوري، عن أبي قيس الأَوْدي، عن هزيل بن شرحبيل، عن المغيرة.
ورواه كليب بن وائل، عن أبي قيس، عَمَّن أخبره عن المغيرة، وهو هزيل، ولكنه لم يُسَمِّه.
⦗١٠٣⦘
ولم يروه غير أبي قيس، وهو مما يغمز عليه به، لأن المحفوظ عن المغيرة المسح على الخفين. «العلل» (١٢٤٠).