كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 25)

من أمك!! فقال عبد الله: يا أبا جعفر بأى أمهاتى نمصّنى!! أبفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! أم بفاطمة بنت الحسين بن على؟! أم بأم إسحاق بنت طلحة؟! أم بخديجة بنت خويلد؟! قال لا بواحدة منهن، ولكن بالجرباء بنت قسامة بن زهير، وهى امرأة من طيىء «1» ، فقال المسيّب بن زهير «2» : يا أمير المؤمنين دعنى أضرب عنق ابن الفاعلة، فقام زياد بن عبيد الله فألقى عليه رداءه، وقال: هبه لى يا أمير المؤمنين، فأنا أستخرج لك ابنيه، فخلّصه.
وكان محمد وإبراهيم ابنا عبد الله قد تغيّبا حين حجّ المنصور سنة أربعين ومائة عن المدينة، وحجّا أيضا، فاجتمعوا كلهم بمكة وأرادوا اغتيال المنصور، فقال لهم الأشتر عبد الله بن محمد: أنا أكفيكموه، فقال محمد: لا والله لا أقتله عيلة أبدأ حتى أدعوه، فنقض «3» ما كانوا أجمعوا عليه، وكان قد دخل معهم قائد من قواد المنصور من أهل خراسان- اسمه خالد بن حسّان يدعى أبا العساكر- على ألف رجل، فنمى الخبر إلى المنصور فطلب القائد فلم يظفر به، وظفر بأصحابه فقتلهم، وأما القائد فإنه لحق بمحمد بن عبد الله فسيّره إلى خراسان، ومعه ابنه عبد الله بن محمد، ثم إن المنصور حث زياد بن عبيد الله على طلب محمد وإبراهيم، فضمن له ذلك ووعده به، فقدم محمد بن عبد الله المدينة قدمة، فبلغ ذلك زيادا فتلطّف له وأعطاه الأمان، على أن يظهر وجهه للناس، فوعده محمد ذلك، فركب

الصفحة 13