كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 25)

ذكر استيلاء مساور على الموصل وخروجه منها
قال «1» : ولما انهزم عسكر الموصل من مساور قوى أمره وكثرت أتباعه، فسار من موضعه وقصد الموصل فنزل بظاهرها عند الدير الأعلى، فاستتر أمير البلد عبد الله بن سليمان لضعفه عن مقاتلته ولم يدافعه أهل الموصل، فوجه مساور جمعا إلى دار عبد الله أمير البلد فأحرقها، ودخل الموصل بغير حرب فلم يتعرّض لأحد، وحضرت الجمعة فدخل المسجد الجامع، وحضر الناس فصعد مساور المنبر، وجعل على درج المنبر من أصحابه من يحرسه بالسيوف وكذلك في الصلاة، ولما خطب قال في خطبته: (اللهم أصلحنا وأصلح ولاتنا) ولما دخل في الصلاة جعل إبهاميه في أذنيه وكبّر ست تكبيرات ثم قرأ بعد ذلك.
ثم فارق البلد ولم يقدر على المقام به لكثرة أهله، وسار إلى الحديثة وكان قد اتّخذها دار هجرته، وكان دخوله الموصل في سنة خمس وخمسين ومائتين، ثم كان بينه وبين عسكر للخليفة في هذه السنة وقعة فانهزم عسكر الخليفة.

الصفحة 321