كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 25)

إلى العراق استخلف غسّان «1» بن عبّاد، فاستعمل غسان نوح بن أسد على سمرقند، وأحمد بن أسد على فرغانة، ويحيى على الشاش وأشروسنة، وإلياس على هراة وذلك في سنة أربع ومائتين، ثم أقرّهم طاهر بن الحسين على هذه الأعمال لما ولى خراسان، ثم توفى نوح بن أسد فأقرّ طاهر أخويه يحيى وأحمد على عمله، وكان أحمد بن أسد عفيفا عن المطاعم الدنيّة حسن السيرة، لا يقبل الرشا، ففيه يقول الشاعر:
ثوى ثلاثين حولا في ولايته ... فجاع يوم ثوى في قبره حشمه
وقيل إنّ هذا الشعر إنما قيل في ابنه نصر.
وأمّا إلياس فإنه أقام بهراة إلى أن مات، فا؟؟؟ فر عبد الله بن طاهر ابنه أبا إسحاق محمد بن إلياس على عمله بهراة. وكان لأحمد بن أسد سبعة بنين وهم: نصر وأبو يوسف يعقوب وأبو زكريا يحيى وأبو الأشعث أسد وإسماعيل وإسحاق وأبو غانم حميد، فلما توفى أحمد بن أسد استخلف ابنه نصرا على أعماله بسمرقند، فبقى عاملا عليها إلى آخر الأيام الطاهريّة وبعدها إلى أن مضى لسبيله، وكان إسماعيل بن أحمد يخدم أخاه نصرا، فولاه بخارى في سنة إحدى وستين ومائتين، فهذا ابتداء أمرهم على سبيل الاختصار.
وهذه الولاية هى أوّل ولاية كانت لملوك هذه الدولة ولأهل هذا البيت من قبل الخليفة، ففى هذه السنة كان ابتداء دولتهم، وأوّل من استقلّ منهم بالولاية نصر هذا في هذا التاريخ، وكان قبل ذلك

الصفحة 332