كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 25)

ذكر ملكه طبرستان
وفي سنة سبع وثمانين أيضا ملك إسماعيل طبرستان من محمد بن زيد العلوى، وسبب ذلك أنّه سار لقصد خراسان، ظنا منه أن إسماعيل لا يتجاوز ما وراء النهر، فبعث إليه ينهاه عن التعرض إليها وترك له جرجان فامتنع من ذلك، فندب إسماعيل لقتاله محمد بن هارون فالتقوا واقتتلوا على باب جرجان، فانجلت الحرب عن انهزام العلوى بعد أن جرح عدّة جراحات وأسر ابنه زيد بن محمد، وحمل إلى إسماعيل فأكرمه وأحسن نزله، وسار محمد بن هارون إلى طبرستان وملكها، وتولّاها من قبل إسماعيل.
ثم استولى محمد بن هارون على الرىّ في شهر رجب سنة تسع وثمانين بعد أن خلع طاعة إسماعيل، وكان أهل الرى قد كاتبوه في تسليمها إليه، فسار إليهم فحاربه واليها وهو اكرتمش «1» التركى، فقتله محمد وقتل ابنيه وأخاه كيغلغ وهو من قواد الخليفة.
ذكر القبض على محمد بن هارون ووفاته
وفي «2» سنة تسعين ومائتين أنفذ المكتفى بالله عهدا إلى إسماعيل بولاية الرىّ، فسار إليها ففارقها ابن هارون إلى قزوين ثم عاد إلى طبرستان، واستعمل، إسماعيل على جرجان بارس التركى الكبير»

الصفحة 336