كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 25)

ففارقها نوح وسار إلى سمرقند. ودخلها أبو علىّ في جمادى الآخرة سنة خمس وثلاثين «1» وخطب فيها لإبراهيم وبايع له، ثم إنّ أبا علىّ اطلع على أنّ إبراهيم أضمر له شرا، فسار إلى تركستان وبقى إبراهيم ببخارى، وفي خلال ذلك أطلق أبو علىّ، منصور بن قراتكين، فسار إلى الأمير نوح، ثم إنّ إبراهيم وافق جماعة في السرّ على أن يخلع نفسه من الأمر، ويردّه إلى ابن أخيه الأمير نوح، ويكون هو صاحب جيشه، ويتّفق معه على قصد أبى علىّ، ودعا إلى ذلك فأجابوه وخرجوا إلى أبى علىّ، وقد تفرّق عنه أصحابه، فركب إليهم وردّهم أقبح ردّ، ثم فارق إبراهيم ومن معه بخارى وخرجوا إلى سمرقند إلى خدمة الأمير نوح، وأظهروا الندم على ما كان منهم فقرّبهم وقبلهم وعذرهم، وعاد إلى بخارى في شهر رمضان، ثم قتل الأمير نوح في تلك الأيام طغان الحاجب، وسمل عمّه إبراهيم وأخويه أبا جعفر محمدا وأحمد، وعادت الجيوش والعساكر اجتمعت عليه.
أما الفضل بن محمد أخو أبى علىّ فإنّه لما هرب من أخيه لحق بقوهستان وجمع جمعا كثيرا وسار نحو نيسابور، وبها محمد بن عبد الرزّاق من قبل أبى علىّ، فخرج إلى الفضل وتحاربا فانهزم الفضل ومعه فارس واحد، فلحق ببخارى فأكرمه الأمير نوح وأحسن إليه وأقام في خدمته.

الصفحة 354