كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 25)

ذكر استعمال منصور بن قراتكين على خراسان
قال «1» : ولما عاد الأمير نوح إلى بخارى كان أبو علىّ بالصغانيان، وبمرو أبو أحمد محمد بن على القزوينى، فرأى الأمير نوح أن يجعل منصور بن قراتكين على جيوش خراسان، فولاه وسيّره إلى مرو، وبها أبو أحمد وقد غوّر المناهل ما بين آمل ومرو، ووافق أبا علىّ ثم تخلى عنه، فسار منصور جريدة في ألفى فارس، فلم يشعر به إلا وقد نزل بكشماهن، على خمسة فراسخ من مرو، فاستقبله أبو أحمد القزوينى بالطاعة، فأكرمه وسيّره إلى بخارى بماله وأصحابه، فأكرمه الأمير نوح وأحسن إليه، ثم ذكر له ذنوبه وقتله.
ثم كانت بعد ذلك حروب بين عسكر الأمير نوح وأبى علىّ، استمرت إلى جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة، فراسل بعد ذلك في الصلح؛ وسيّر أبو علىّ ابنه عبد الله رهينة فوصل إلى بخارى، فأمر الأمير نوح باستقباله وأكرمه وأحسن إليه، وخلع عليه قلنسوة وجعله في ندمائه، فزال الخلف، واستمرّ أبو علىّ بالصغانيان إلى سنة أربعين.
ذكر عود أبى على الى خراسان
وفي سنة أربعين أعيد إلى قيادة الجيوش بخراسان، وذلك بعد وفاة منصور بن قراتكين، فأرسل إليه الأمير نوح الخلع واللواء، وأمره بالمسير إلى نيسابور وأقطعه الرى، فسار عن الصغانيان

الصفحة 355