كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 25)

بغراخان نحو بخارى «1» فلقيه فايق واختص به وصار في جملة أصحابه، ونازلوا بخارى فاختفى الأمير نوح وملكها بغراخان ونزلها، وخرج نوح منها مستخفيا فعبر النهر إلى آمل الشط، وأقام بها ولحق به أصحابه، وتابع نوح كتبه ورسله إلى أبى علىّ يستنجده ويخضع له، فلم يصغ إلى ذلك؛ وأما فايق فإنه استأذن بغراخان في قصد بلخ والاستيلاء عليها فأمره بذلك، فسار نحوها واستولى عليها.
ذكر عود نوح الى بخارى ووفاة بغراخان وقيام ايليك الخان
قال «2» : ولما نزل بغراخان ببخارى استوخمها فمرض واشتدّ مرضه، فانتقل نحو بلاد الترك، ولمّا فارق بخارى ثار أهلها بساقة عسكره، فقتلوا منهم وغنموا أموالهم، ووافقهم الأتراك الغزيّة على الفتك والنهب لعسكر بغراخان، وبادر الأمير نوح بالعود إلى بخارى فيمن معه من أصحابه، فدخلها وعاد إلى دار ملكه وتباشر أهلها به، ومات بغراخان وعاد أصحابه إلى بلادهم، وكان بغراخان ديّنا خيرا عادلا حسن السيرة محبا للعلماء وأهل الدين مكرما لهم، وكان يحب أن يكتب عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وولى بعده أمر الترك ايليك الخان شمس الدولة أبو نصر أحمد بن على.

الصفحة 363