كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 25)

وأخرجه مسلم والنسائي أيضًا (¬1).
وأخرجه الدارقطني من حديث أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، عن أمه، عن عبد الله مرفوعًا: "إن الله ليغار لعبده المسلم، فليغر العبد لنفسه". ثم قال: روي موقوفًا ومرفوعًا، والصحيح المرفوع (¬2).
واعترضه ابن القطان فقال: الذي فهمه عبد الحق من قوله: هو صحيح (¬3)، لا يقتضي صحة للحديث، إنما ذكر أمرين صح أحدهما. والذي عندي أن الحديث ليس صحيحًا؛ لأن أم أبي عبيدة لا يعرف لها حال؛ وليست زينب امرأة عبد الله الثقفية الصحابية؛ لأن ابن مسعود عاش إلى سنة اثنتين وثلاثين، فلا يبعد أن يكون تزوج من لا صحبة لها، وأبو عبيدة لا يذكر عن أبيه شيئًا (¬4).
قلت: في مسلم رواية بسر بن سعيد عن زينب هذِه حديث شهود العشاء (¬5)، وصرح النسائي فيه بالتحديث عنها (¬6).
وزينب ذكرها في الصحابة ابن سعد (¬7) والعسكري وغيرهما، وريطة لقب لها، كما ذكره أبو عمر (¬8)، وذكر هو أنه سمع والده، وكان لما مات والده ابن سبع (¬9).
¬__________
(¬1) مسلم (2760)، والنسائي في "الكبرى" 6/ 345 (11183).
(¬2) "علل الدارقطني" 5/ 307 - 308.
(¬3) "الأحكام الوسطى" 3/ 173.
(¬4) "بيان الوهم والإيهام" 5/ 170 - 171.
(¬5) مسلم (443/ 142) كتاب: الصلاة.
(¬6) النسائي 8/ 154.
(¬7) "الطبقات الكبرى" 8/ 290.
(¬8) "الاستيعاب" 4/ 405.
(¬9) انظر: "المراسيل" لابن أبي حاتم (476).

الصفحة 105