كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 25)

أختها تحته، كما قال ابن التين، أو كان ذلك قبل الحجاب، كما فعل بأم صبية الجهنية (¬1).
وقولها: (فَاسْتَحَيْتُ). هو بياء واحدة، وهي أحد اللغات، يقال: استحى، واستحيى. وفي رواية: (استحييت) بيائين على الأصل؛ لأن أصله حيي، بيائين.
فصل:
وقوله: ("لَا شَيْءَ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ") يقرأ برفع (الراء) (¬2) ونصبها، فمن نصبه جعله نعتًا لـ (شيء) على إعرابه؛ لأن شيئًا منصوب، ومن رفع نعت موضع (شيء) قبل دخول (لا) عليه؛ كقوله تعالى: {مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [الأعراف: 59] قرئ بخفض: {وغيره} مهو ورفعه، فالرفع على الموضع، والخفض على اللفظ (¬3). ويجوز أيضًا رفع (شيء) مثل: {لَا لَغْوٌ فِيهَا} [الطور: 23] {لَا بَيْعٌ فِيهِ} [البقرة: 254].
¬__________
(¬1) اسمها خولة بنت قيس، جدة خارجة بن الحارث.
انظر ترجمتها في: "معرفة الصحابة" 1/ 3306 (3844)، و"الاستيعاب" 4/ 497 (3605).
والحديث المشار إليه رواه أبو داود (78)، وابن ماجه (382) قالت: اختلفت يدي ويد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الوضوء من إناء واحد.
وهو حديث صححه الألباني في "صحيح أبي داود" (71).
(¬2) في الأصول: الياء، والمثبت هو الصواب.
(¬3) قال ابن مجاهد في كتابه "السبعة في القراءات" ص 284: اختلفوا في الرفع والخفض من قوله: {مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}.
فقرأ الكسائي وحده: (ما لكم من إله غيرِهِ) خفضًا. وقرأ الباقون: {مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} رفعًا في كل القرآن.
وانظر: "الحجة للقراء السبعة" 4/ 39 - 41.

الصفحة 110