كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 25)

ومعنى قوله: {الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ} [البقرة: 229] أي: مرة بعد مرة، وذكروا ما أخرجه النسائي، عن مخرمة، عن أبيه، عن محمود بن لبيد قال: أخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن رجل طلق امرأته ثلاثًا جميعًا فقام غضبان، فقال: "أَيُلْعب بكتاب الله وأنا بين أظهركم؟! " فقال رجل: ألا أقتله يا رسول الله؟ (¬1).
قال النسائي: لا أعلم رواه غير مخرمة. قال ابن حزم: وهو خبر مرسل، ولا حجة في مرسل، ومخرمة لم يسمع من أبيه شيئًا (¬2).
قلت: محمود صحابي، ولد على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كما ذكره البخاري وابن حبان (¬3)، وقال الترمذي: له رؤية (¬4).
وقال أبو عمر: إنه الأولى (¬5)، وأما مسلم فذكره في التابعين، وذكره أيضًا فيهم غير واحد، منهم: ابن أبي خيثمة، ويعقوب بن شيبة، وأحمد، والعسكري، والبغوي، وابن منده، وأبو نعيم (¬6).
وأما قوله: ومخرمة لم يسمع من أبيه. فليس متفقًا عليه، بل فيه خلف. قال مالك: قلت لمخرمة: ما حدثت به عن أبيك سمعت؟ فحلف بالله: لقد سمعته.
¬__________
(¬1) "المجتبى" 6/ 142 - 143.
(¬2) "المحلى" 10/ 167، 168.
(¬3) "التاريخ الكبير" 7/ 402، "الثقات" 5/ 434، 435.
(¬4) الترمذي عقب حديث (2036).
(¬5) "الاستيعاب" 3/ 435.
(¬6) الذي في "المسند" 5/ 427 - 429، و"معجم الصحابة" للبغوي 5/ 427 - 428، و"معرفة الصحابة" لأبي نعيم 5/ 2524 أنه صحابي، ولم يعده الفسوي في "المعرفة" 1/ 356 من الصحابة.

الصفحة 187