كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 25)

والمعنى: كان الطلاق الموقع الآن ثلاثًا بوقع واحدة فيما قبل، إنكارًا لخروجهم عن السنة، فهذِه تأويلات.
قال ابن حزم: وأما من قال: إن الثلاث تجعل طلقة واحدة، فإنهم احتجوا بحديث مسلم، عن طاوس، عن ابن عباس: كان الطلاق على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأبي بكر، وسنتين من خلافة عمر طلاق الثلاث واحدة، فقال عمر - رضي الله عنه -: قد استعجلوا في أمر كان لهم فيه أناة فلو أمضيناه عليهم، فأمضاه عليهم (¬1).
ومن طريق عبد الرزاق، عن ابن جريج: أخبرني ابن طاوس، عن أبيه أن أبا الصهباء قال لابن عباس: تعلم أن الثلاث كانت تجعل واحدة على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأبى بكر، وصدر من إمارة عمر؟ قال: نعم (¬2).
ومن طريق أحمد بن شعيب (¬3): ثنا سليمان بن سيف الحراني، ثنا أبو عاصم النبيل، عن ابن جريج، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن عبد الله به (¬4).
ومن طريق مسلم، من حديث أيوب، عن إبراهيم بن ميسرة، عن طاوس، عن ابن عباس (¬5).
ومن طريق أبي داود: ثنا أحمد بن صالح، ثنا عبد الرزاق، أنا ابن جريج، أخبرني بعض بني أبي رافع مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، عن
¬__________
(¬1) مسلم (1472).
(¬2) عبد الرزاق 6/ 392 (11337).
(¬3) ورد بهامش الأصل: حاشية: هو النسائي.
(¬4) "المجتبى" 6/ 145.
(¬5) مسلم (1472).

الصفحة 191