كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 25)

بَعْدَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الزَّبِيرِ الْقُرَظِيَّ، وَإِنَّمَا مَعَهُ مِثْلُ الْهُدْبَةِ. قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَعَلَّكِ تُرِيدِينَ أَنْ تَرْجِعِي إِلَى رِفَاعَةَ؟ لاَ، حَتَّى يَذُوقَ عُسَيْلَتَكِ وَتَذُوقِي عُسَيْلَتَهُ». [انظر: 2639 - مسلم: 1433 - فتح 9/ 361].
5261 - حَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ, حَدَّثَنَا يَحْيَى, عَنْ عُبَيْدِ اللهِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ, عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَجُلاً طَلَّقَ امْرَأَتَهُ ثَلاَثًا، فَتَزَوَّجَتْ, فَطَلَّقَ, فَسُئِلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: أَتَحِلُّ لِلأَوَّلِ؟ قَالَ: «لاَ، حَتَّى يَذُوقَ عُسَيْلَتَهَا كَمَا ذَاقَ الأَوَّلُ». [انظر: 2639 - مسلم: 1433 - فتح 9/ 362].
كأن البخاري -رحمه الله- أراد بأن الطلقة الثالثة قوله تعالى: {أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} [البقرة: 229] وقد جاء كذلك مفسرًا في حديث أنس: قال رجل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إني أسمع الله يقول: {الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ} [البقرة: 229] فأين الثالثة؟ قال: {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} [البقرة: 229] رواه الدارقطني، وصوب إرساله (¬1).
وقال أين القطان: هما عندي صحيحين. ثم برهن (¬2).
وقد طلق عويمر العجلاني بحضرته ثلاثًا ولم ينكر عليه صدور هذا اللفظ، كما أورده في الباب، وإن كان وقع بعد اللعان وبانت.
ثم قال البخاري: وَقَالَ ابن الزُّبَيْرِ فِي مَرِيضٍ طَلَّقَ: لَا أَرى أَنْ تَرِثَ مَبْتُوتَتُهُ.
وهذا أخرجه أبو عبيد، عن يحيى القطان، حدثنا ابن جريج، عن ابن أبي مليكة أنه سأل الزبير عن المبتوتة في المرض، فقال: طلق عبد الرحمن بن عوف ابنة الأصبغ الكلبية فبتها، ثم مات وهي في عدتها، فورثها عثمان.
¬__________
(¬1) "السنن" 4/ 4.
(¬2) "بيان الوهم والإيهام" 2/ 316 (309).

الصفحة 213