كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 25)

وفي لفظٍ: سأل رجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن عندي جارية وأنا أعزل عنها فقال - صلى الله عليه وسلم -: "إن ذلك (لم) (¬1) يمنع شيئًا أراده الله" قال: فجاء الرجل فقال: يا رسول الله التي كنت ذكرتها لك حبلت. فقال - عليه السلام -: "أنا عبد الله ورسوله" (¬2). وفي لفظ: إن لي جارية هي خادمنا وسانيتنا، وأنا أطوف عليها، وأنا أكره أن تحبل، فقال: "اعزل عنها إن شئت؛ فإنه سيأتيها ما قدر لها" فلبث الرجل ثم أتاه فقال: إن الجارية قد حبلت. فقال: "قد أخبرتك أن سيأتيها ما قدر لها" (¬3).
وللنسائي: كان لنا جواري وكنا نعزل عنهن فقالت اليهود: إن تلك الموءودة الصغرى. فسئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك فقال: "كذبت اليهود، ولو أراد الله -عَزَّ وَجَلَّ- أن يخلقه لم تستطع رده" (¬4). ولأبي قرة السكسكي: ذكر المثنى بن الصباح، عن عطاء، عن جابر - رضي الله عنه - أنهم كانوا يعزلون على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إذا أذنت الحرة، وأما الأمة فيعزل عنها.
ولفظ مسلم في الثاني: "ما من كل الماء يكون الولد، وإذا أراد الله خلق شيء لم يمنعه شيء" (¬5). وفي لفظ: "ماكتب الله خلق نسمة كائنة إلى يوم القيامة إلا وستكون" (¬6). ولأحمد: "أنت تخلقه؟ أنت ترزقه؟ أقره قراره، فإنما ذلك القدر" (¬7). وفي لفظ: إن اليهود تحدث أن
¬__________
(¬1) كذا في الأصول، وفي مسلم: لن.
(¬2) مسلم (1439/ 135).
(¬3) مسلم (1439/ 134).
(¬4) "السنن الكبرى" 5/ 340 (9078).
(¬5) مسلم (1438/ 133).
(¬6) مسلم (1438/ 125).
(¬7) "المسند" 3/ 53.

الصفحة 49