كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 25)

ثانيها: حديث جدامة بنت وهب مرفوعًا: "إنه الوأد الصغير الخفي". أخرجه مسلم (¬1)، أسلمت جدامة قبل الفتح أو عامه.
ثالثها: حديث أنس بن مالك مرفوعًا: "لو أن الماء الذي يكون منه الولد أهرقته على صخرة، لأخرج الله -عَزَّ وَجَلَّ- أو ليخلقن الله- نفسًا هو خالقها". رواه أحمد (¬2).
رابعها: حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن العزل، وقيل: إن اليهود تزعم أنها الموءودة الصغرى فقال: "كذبت يهود، لو أراد الله خلقًا لم تستطع عزلها". رواه النسائي (¬3).
خامسها: عن القاسم بن حسان، عن عمه عبد الرحمن بن حرملة، عن ابن مسعود - رضي الله عنه -: كان - عليه السلام - يكره عشرة خلال، فذكرها وفيه: "وعزل الماء لغير محله". أخرجه النسائي (¬4). قال البخاري: عبد الرحمن هذا لم يصح حديثه (¬5). وأدخله البخاري في الضعفاء وقال علي: في إسناده من لا يعرف، ولا نعرفه في أصحاب ابن مسعود (¬6)، وقال أبو حاتم: فقال: ليس بحديث عبد الرحمن بأس يحول من كتابه "الضعفاء" (¬7).
¬__________
(¬1) مسلم (1442/ 141) وفيه: ذلك الوأد الخفي.
(¬2) أحمد 3/ 140 وفيه: "لأخرج الله منها -أو يخرج منها- ولدًا، وليخلقن الله نفسًا هو خالقها".
(¬3) "السنن الكبرى" (9083).
(¬4) "المجتبى" 8/ 141.
(¬5) "التاريخ الكبير" 5/ 270.
(¬6) "العلل" لابن المديني ص 251 - 252.
(¬7) "الجرح والتعديل" 5/ 222 - 223 ونص عبارته: سألت أبي عنه فقال: ليس بحديثه بأس وإنما روى حديثًا واحدًا ما يمكن أن يعتبر به ولم أسمع أحدًا ينكره ويطعن عليه، وأدخله البخاري في كتاب "الضعفاء"، وقال أبي: يحول منه اهـ.

الصفحة 52