كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 25)

ولابن حزم من حديث هارون عن ابن إسحاق أحسبه عن محمد بن إبراهيم أن عائشة - رضي الله عنها - قالت لفاطمة: إنما أخرجك هذا -تعني: اللسان- ثم قال: خبر ساقط لا حجة فيه؛ لأنه مشكوك في إسناده، ومنقطع فيما بين إبراهيم وعائشة؛ لأنه لم يسمع منها.
وله من حديث كاتب الليث: حَدَّثَنَا الليث حدثني جعفر، عن إبراهيم، عن ابن الهرمز، عن أبي سلمة قال: كان محمد بن أسامة يقول: كان أسامة إذا ذكرت فاطمة شيئُا من ذلك -يعني انتقالها في عدتها- رماها (بما) (¬1) في يده، ثم قال: وهذا ساقط؛ لأن كاتب الليث ضعيف جدًّا، ولو صح لما كان إلا إنكار أسامة لذلك، فهو كإنكار عائشة وعمر، وروى أبو صالح أيضًا، عن الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة فذكر حديث فاطمة وفيه فأنكر الناس عليها ما كانت تحدث من خروجها من قبل أن تحل (¬2).
قال الشافعي: وسنته - عليه السلام - في فاطمة يدل على ما تأول ابن عباس في قوله: {إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ} [الطلاق: 1] هو البذَاءُ على أهل زوجها كما تأول إن شاء الله، ولم يقل لها - عليه السلام -: اعتدي حيث شئت، ولكنه حصنها حيث رضي بقوله: اعتدي عند ابن أم مكتوم. إذ كان زوجها غائبًا ولم يكن له وكيل يحصنها (¬3). وفي أبي داوفى: قال ابن المسيب فوضعت على يدي ابن أم مكتوم (¬4).
¬__________
(¬1) زيادة يقتضيها السياق.
(¬2) "المحلي" 10/ 294 - 295، 299.
(¬3) "الأم" 5/ 218.
(¬4) "أبو داود" (2292).

الصفحة 524