كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 25)

وقد روى ابن أبي شيبة في "مصنفه" معنى هذا عن علي بن أبي طالب، وأبي بن كعب، وعبد الله بن عمرو، وعبيد بن عمير، وسليمان ابن يسار (¬1).
وفيه: أن طواف الوداع على الحائض لا يجب، وقد سلف في الحيض اختلاف العلماء في أقل ما تصدق فيه المرأة من انقضاء عدتها.
ومعنى: كئيبة: محزونة سيئة الحال، ومعنى "عقرى حلقى" عقرها الله وحلقها أي: أصابها بوجع في حلقها، كما يقال: حلق رأسه. وقال الأصمعي: يقال (للأمر) (¬2) يعجب منه ذلك (¬3).
وقال أبو عمرو: يقال للمرأة ذلك إذا كانت مشئومة مؤذية. وقيل: العرب تقول ذلك لمن دهمه أمر وهو بمعنى الدعاء، لكنه جرى على لسانهم من غير قصد إليه (¬4)، وروي بالتنوين فيهما يجعلونهما مصدرين، وهذا هو المعروف في اللغة، وأهل الحديث على ترك التنوين. ومن مواضع التعجب قول أم الصبي الذي تكلم: عقرى (¬5).
¬__________
(¬1) "المصنف" 4/ 205 - 206 (19284 - 19288).
(¬2) في الأصول: للمرء، والمثبت من "النهاية".
(¬3) انظر: "النهاية في غريب الحديث" 1/ 428.
(¬4) انظر: "أعلام الحديث" 2/ 860 - 861.
(¬5) انظر: "النهاية في غريب الحديث" 1/ 428.

الصفحة 539