كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 25)

وفي دخول الصغيرة تحت اللفظ المذكور نظر، ولا تدخل الكتابية كما سلف، ولا المستولدة. والحِفْش: -بكسر الحاء المهملة، وسكون الفاء ثم شين معجمة- بيت صغير رديء خرب حقير قريب السُمْك، أو الخص الرديء، أو المظلة الدنية.
قال ابن حبيب: وأهل اللغة على أنه البيت الصغير. وفسره مالك بأنه البيت الرديء. وروى ابن وهب عنه أنه البيت الصغير (¬1)، وهو قول الخليل (¬2)، وعن الشافعي: هو بيت ذليل قريب السُّمك، سمي به لضيقه (¬3): والتحفش: الانضمام والاجتماع. وكذلك قال ابن الأعرابي.
وقال أبو عبيد: الحفش الدرج، وجمعه: أحفاش، يشبه البيت الصغير (¬4)، وقال الخطابي: سمي حفشًا؛ لضيقه وانضمامه، والتحفش: الانضمام والاجتماع (¬5).
وعبارة المازري أنه خص حقير. وفي الحديث أنه قال لبعض من وجهه ساعيًا فرجع بمال: "هل قعد في حفش أمه ينتظر هل يهدى إليه أم لا؟ " (¬6) وهو الدرج كما سلف.
ومعنى تفتض به -بالفاء والضاد- تدلك جسمها. وقال مالك: تمسح به جلدها كالنشرة (¬7). وقال مطرف وابن الماجشون: تمسح به فرجها وحرها ظاهره وباطنه.
¬__________
(¬1) انظر: "الاستذكار" 18/ 222 - 223.
(¬2) "العين" 3/ 97.
(¬3) "الأم" 5/ 213 بتصرف.
(¬4) انظر: "الاستذكار" 18/ 223.
(¬5) "أعلام الحديث" 3/ 204 بتصرف.
(¬6) "المعلم بفوائد مسلم" 1/ 465 - 466.
(¬7) "الموطأ" ص 369.

الصفحة 560