كتاب ديوان السنة - قسم الطهارة (اسم الجزء: 26)

ويحيى إمام لا يقارن بابن عمرو، قال أيوب السّخْتِياني: ((ما علمت أحدًا كان أعلم بحديث أهل المدينة بعد الزهري من يحيى بن أبي كثير)) (شرح علل الترمذي ١/ ٤٣٢).
ولذا صَوَّب بعضُ العلماءِ روايةَ يحيى:
فقال ابن عبد البر: ((القول عندهم قول يحيى بن أبي كثير، وهو أثبت من محمد بن عمرو في أبي (¬١) سلمة، وقد أدخل بين أبي سلمة وأم سلمة زينب بنت أم سلمة، وهو الصواب)) (التمهيد ٣/ ١٦٥ - ١٦٦).
وقال ابن رجب: ((أسقط بعض الرواة من إسناد هذا الحديث زينب بنت أبي سلمة، وجعله عن أبي سلمة، عن أم سلمة. والصواب: ذِكر زينب فيه)) (فتح الباري له ٢/ ٢٣).
ولم يبالِ بعضهم بهذا الاختلاف:
فقال البوصيري عقبه: ((هذا إسناد صحيح رجاله ثقات ... وهو في الصحيحين والنسائي من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن زينب بنت أبي سلمة بمعناه، خلا قوله: (ذاك ما كتب على بنات آدم))) (الزوائد ١/ ١٤٠).
وأقره السندي في (الحاشية ١/ ٢١٩)، وقال الألباني: ((حسن)) (صحيح ابن ماجه ٥٢٦/ ٦٤٢).
فأما مغلطاي فعزاه للصحيحين، ولم يشر إلى الخلاف أصلًا! فقال عقبه: ((هذا حديث خرجاه في صحيحيهما، وفي كتاب الدارمي زيادة: ((وَكَانَتْ
---------------
(¬١) - في المطبوع من التمهيد: ((أم))، وهو خطأ ظاهر.

الصفحة 20