كتاب المعونة على مذهب عالم المدينة

فصل [70 - الرقية من العقرب وفي رقية الذمي]:
والرقية جائزة من العقرب لأنه مما يؤذي شر الإيذاء (¬1) وروي أنه - صلى الله عليه وسلم - (أرخص في الرقية من كل ذي حمي) (¬2)، ويجوز رقية الذمي إذا كانت بكتاب الله، لما روي أنه - صلى الله عليه وسلم - دخل على عائشة وعندها يهودية ترقيها فقال: "بكتاب الله فارقي" (¬3).
فصل [71 - الكي من اللقوة]:
والكي من اللقوة (¬4) وسائر ما يحتاج إليه ويصلح (¬5) به لأنه على علاج العرب، وقد اكتوى جماعة من الصحابة (¬6)، والتعالج والتداوي للمريض جائز: بالحجامة والكي وشرب الدواء وقطع العرق وكل ما فيه رجاء لصلاح البدن وزوال المرض إلا أن يكون شرب خمر أو استعمال نجس أو أمر ممنوع، والأصل فيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تداوى واحتجم وشاور الطبيب، وقال لطبيبين: أيكما أطب" قالوا يا رسول الله: وهل في الطب من خير؟ قال: "إن الذي أنزل الداء أنزل الدواء" (¬7)، وقيل لعائشة رضي الله عنها من أين لك العلم بالطب؟ فقالت: إن العلل كانت تعتاد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كثيرًا وكان يشاور الطبيب وكنت
¬__________
(¬1) انظر الموطأ: 2/ 942، 944، التفريع: 2/ 357، الرسالة: 282.
(¬2) أخرجه مسلم في السلام باب استحباب الرقية من العين والنخلة والحمي والنظرة بلفظ "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رخص في الرقية من الحمة والعين والنملة": 4/ 1725.
(¬3) الثابت أن أبا بكر هو الذي دخل على عائشة (الموطأ: 2/ 943).
(¬4) اللقوه: داء يصيب الوجه (الصحاح: 6/ 2485).
(¬5) انظر الموطأ: 2/ 944، التفريع: 2/ 358، الرسالة: 282.
(¬6) مما جاء في الموطأ: 2/ 944، أن عبد الله بن عمر اكتوى من اللقوة ورقي من العقرب.
(¬7) أخرجه مالك في موطئه مرسلا: 2/ 944 لكن شواهده كثيرة صحيحة مثبتة كما جاء في الصحيحين في البخاري في الطب باب ما أنزل الله داء: 7/ 11، ومسلم في السلام باب لكل داء دواء: 4/ 1729.

الصفحة 1731