كتاب معطية الأمان من حنث الأيمان

وإذا دخلت في قوله: "إياكم وكثرة الحلف في البيع فإنه ينفق ثم يمحق" 1 فهلا دخلت في غيره من نصوص اليمين! وما الفرق المؤثر شرعا أو عقلا أو لغة؟ 2.
وإذا دخلت في قوله تعالى: {وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ} 3 فهلا دخلت في قوله: {ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ} 4، وإذا دخلت في قول الحالف: "أيمان البيعة تلزمني" وهي الأيمان التي رتبها الحجاج، فلم لا تكون أولى بالدخول في لفظ الأيمان في كلام الله تعالى ورسوله؟ 5.
فإن كان/6 يمين الطلاق يمينا شرعية –بمعنى أن الشرع اعتبرها- وجب أن تعطى حكم الأيمان، وإن لم تكن يمينا شرعية كانت باطلة في الشرع، فلا يلزم الحالف بها شيء، كما صح عن/7 طاووس: "ليس الحلف بالطلاق شيئا"8، وصح عن عكرمة9: "أنها من خطوات الشيطان لا يلزم بها شيء"، وصح عن/10
__________
1 رواه مسلم، كتاب المساقاة باب النهي عن الحلف في البيع: 3/1228 رقم (1607) من حديث أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه.
2 إعلام الموقعين: 3/60.
3.4 من الآية (89) من سورة المائدة.
5 إعلام الموقعين الصفحة السابقة.
6 نهاية لـ (57) من (ب) .
7نهاية (57) من (أ) .
8 مصنف عبد الرزاق: 6/484، المحلى: 10/213.
9 مصنف عبد الرزاق: 8/489.
10 نهاية لـ (33) من الأصل.

الصفحة 244