كتاب الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفا
سنة تسع (¬1).
قال البرقي: فقال عليه الصلاة والسلام: «لو كانت عندي ثالثة لزوجتها عثمان، وما زوجته إلا بوحي» (¬2).
[عبد الله رضي الله عنه]:
ثم عبد الله، وهو الطّيّب والطّاهر (¬3)، مات بمكة، فقال العاصي بن وائل: قد انقطع ولده، فهو أبتر. فأنزل الله تعالى: {إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} (¬4).
¬_________
(¬1) هكذا في الطبقات 8/ 38، ولم أجد من قال بغيره.
(¬2) رواه الطبراني كما في المجمع 9/ 83 عن عصمة، وقال الهيثمي: فيه الفضل بن المختار وهو ضعيف. لكنه أورد عدة أحاديث بمعناه، منها: «ما زوجت عثمان أم كلثوم إلا بوحي من السماء». وقال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وإسناده حسن لما تقدمه من الشواهد. وانظر الرياض النضرة 3/ 10 - 11، وتاريخ دمشق 1/ 127.
(¬3) هكذا قال ابن سعد 1/ 133، وعنه ابن عساكر 1/ 103 أن الطيب والطاهر لقبان لعبد الله. بينما يوهم كلام ابن إسحاق وابن هشام في السيرة 1/ 190 أنهما اثنان، ورواه الطبري 2/ 281، وابن حبان في سيرته/62/عن ابن إسحاق هكذا دون تعليق، وقال السهيلي في الروض 1/ 214: قال الزبير-وهو أعلم بهذا الشأن-: ولدت له القاسم، وعبد الله وهو الطاهر وهو الطيب، سمي بالطاهر والطيب لأنه ولد بعد النبوة، واسمه الذي سمي به أول هو: عبد الله. وقال ابن الجوزي في الوفا/678/: قال أبو بكر البرقي: يقال: إن الطيب والمطيب ولدا في بطن، والطاهر والمطهر ولدا في بطن. والصحيح أن هذه الألقاب لعبد الله، لأنه ولد في الإسلام. وانظر زاد المعاد 1/ 103.
(¬4) بهذا اللفظ أخرجه ابن سعد 1/ 133، وعنه ابن عساكر 1/ 103 من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما. وقيل: إن الآية نزلت في غيره. انظر تفسير الطبري 30/ 329 - 330، وتفسير ابن كثير 4/ 598، والدر-