كتاب الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفا

حتى إذا قلت قد أنجدن عارضنا … من مدلج فارس في منصب وار (¬1)
يردي به مشرف الأقطار معتزم … كالسّيد ذي اللّبدة المستأسد الضاري (¬2)
فقال: كرّوا. فقلنا: إن كرّتنا … من دونها لك نصر الخالق الباري
أن يخسف الأرض بالأحوى وفارسه … فانظر إلى أربع في الأرض غوّار (¬3)
فهيل لمّا رأى أرساغ مقربه … قد سخن في الأرض لم تحفر بمحفار (¬4)
فقال هل لكم أن تطلقوا فرسي … وتأخذوا موثقي في نصح أسرار
وأصرف الحيّ عنكم إن لقيتهم … وأن أعوّر منهم كل عوّار (¬5)
فقال قولا رسول الله مبتهلا … يا ربّ إن كان ينوي غير إخفار
فنجّه سالما من شرّ دعوتنا … ومهره مطلقا من كلم آثار
فأظهر الله إذ يدعو حوافره … وفاز فارسه من هول أخطار (¬6)

ولمّا قال أبو جهل حين بلغه أمر سراقة:
بني مدلج إني أخاف سفيهكم … سراقة يستغوي بنصر محمد (¬7)
¬_________
(¬1) في بعض المصادر بدل (عارضنا) عارضها.
(¬2) السّيد، بالكسر: الأسد.
(¬3) الأحوى: الأسود. صفة للحصان، والله أعلم.
(¬4) هيل، بالبناء للمفعول، من هاله: أخافه وأفزعه. و (سخن) من ساخ، وساخت الأرض: انخسفت. وفي بعض المصادر بدل (مقربه): مهرته. وسوف تأتي في بيت آخر.
(¬5) في بقية المصادر بدل (كل): عين. والعوّار، كرمّان: الذي لا بصر له في الطريق.
(¬6) انظر هذه القصيدة في دلائل أبي نعيم ص 334 - 336، والروض الأنف 2/ 234، وإتحاف الورى بأخبار أم القرى 1/ 390 - 391، وسبل الهدى والرشاد 3/ 355 - 356.
(¬7) في مصادره بدل (يستغوي بنصر) مستغو لنصر. والأولى أجود إعرابا.

الصفحة 164