كتاب الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفا
ورآه أيضا عمر بن الخطاب رضي الله عنه (¬1).
وفي كتب الفقهاء: رآه سبعة من الأنصار أيضا (¬2).
ويقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ليلة الإسراء في السماء ملكا يؤذن، ويشكل بأنه لو كان ذلك لم يحتج إلى ما يجمع به المسلمين للصلاة (¬3).
وقيل: الحكمة في ذلك-على تقدير الصحة-أن يكون على لسان غيره، لرفع شأنه (¬4).
ولا يعترض بحديث يعلى بن مرة الذي فيه أذانه عليه الصلاة والسلام، لأمرين:
¬_________
= عمر قال: أولا تبعثون رجلا ينادي بالصلاة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا بلال، قم فناد بالصلاة». وقول المصنف: وفيه نظر لما تقدم، يعني، أنه ذكر أن اجتماعهم كان بمناد: الصلاة جامعة. فهذا وذاك واحد، والله أعلم.
(¬1) ورد هذا في حديث عبد الله بن زيد، وحديث أبي عمير بن أنس السابقين. وأورده ابن هشام 1/ 509 من حديث عبيد بن عمير الليثي.
(¬2) أورده الحافظ في الفتح 2/ 94، والقسطلاني في المواهب 1/ 323 كلاهما عن المصنف.
(¬3) رواه البزار كما في الكشف (352)، من حديث علي، وقال الهيثمي في المجمع 1/ 329: وفيه زياد بن المنذر وهو مجمع على ضعفه إلا أن السهيلي 2/ 288 قال: أخلق بهذا الحديث أن يكون صحيحا. ورواه الطبراني في الأوسط من حديث ابن عمر كما في مجمع الزوائد 1/ 329 وقال الهيثمي: فيه طلحة بن زيد، ونسب إلى الوضع. وقال عنه الحافظ في الفتح 2/ 94: وهو متروك. وأورده الحافظ من حديث أنس عند الدارقطني، ومن حديث عائشة رضي الله عنهم جميعا عند ابن مردويه، وقال: والحق أنه لا يصح شيء من هذه الأحاديث.
(¬4) هكذا في الروض أيضا 2/ 285.