كتاب أعمار الأعيان (اسم الجزء: الكتاب)

أبى بُكَير، قال: حدَّثنا شُعْبةُ، قال (¬١): أنْبأَنا عَمرو بن مُرَّة، قال: سمعت عَمرو بنَ مَيْمُون يُحدِّثُ عن عبد الله بن رُبَيِّعة (¬٢) السُّلَمِىّ، عن عُبيد بن خالد -وكان من أصحاب النبىُّ صلَّى الله عليه وسلم (¬٣) - قال: آخَى النبىُّ صلَّى الله عليه بينَ رَجُلَيْن، فقُتِل أحدُهما علَى عهد النبىّ صلَّى الله عليه وسلّم، ثم مات الآخَرُ فَصلُّوا عليه. فقال النبىُّ صلَّى الله عليه: "ما قُلْتُمْ له؟ " قال: قُلْنا: اللهمَّ اغفِرْ له، اللهُمَّ ارْحَمْه، اللهُمَّ أَلْحِقْه بصاحِبه.
فقال النبىُّ صلّى الله عليه: "فأينَ صلاتُه بعدَ صلاتِه، وصِيامُه بعدَ صِيامِه، وعملُه بعدَ عملِه؟ بينَهما أَبْعدُ ممَّا بينَ السَّماءِ والأرضِ" (¬٤).
* * *
---------------
(¬١) فى الأصل: "قال عمر بن مُرّة أنبأنا قال: سمعت عمرو بن ميمون. . ."، وهو خطأ واضطراب. وترى هذا السَّند فيما يأتيك من مواضع تخريج الحديث.
(¬٢) بضم الراء وفتح الباء وتشديد الياء مكسورة، على هيئة التصغير. الإِكمال لابن ماكولا ٤/ ٢٣.
وجاء فى الأصل: "الأسلمى" وأثبتُّ صوابَه عن ترجمته فى تهذيب الكمال ١٤/ ٤٩٤، وسير أعلام النبلاء ٣/ ٥٠٤, ودواوين السُّنَّة الآتى ذِكرُها.
(¬٣) هذه الجملة الواقعة بين علامتى الاعتراض جاءت فى مسند أحمد ٣/ ٥٠٠, ٤/ ٢١٩، بعد "عُبيد بن خالد" كما جاءت فى كتابنا، وجاءتْ بعد "عبد الله بن رُبَيِّعة السُّلمىّ" في سنن النَّسائى (باب الدعاء. من كتاب الجنائز) ٤/ ٧٤, وكذلك جاء فى الزهد لابن المبارك ص ٤٧٢, لكنه أسقط "عبيد بن خالد" فكأنه أرْسَلَه، إن لم يكن لعبد الله بن رُبَيِّعة صُحْبة. فقد قال الذهبىّ فى ترجمته فى الموضع المذكور من سير أعلام النبلاء: "قيل: له صُحْبة، فإن لم تكنْ فحديثُه من قبيل المُرْسَل".
وقد ترجم له ابن حجر فى الإصابة ٤/ ٨٠، ٨١، وقال: "مختلف فى صُحْبته" وانظر الإصابة أيضًا ٤/ ٤٠٩، ترجمة "عبيد بن خالد"، وأسد الغابة ٣/ ٥٣٦، فقد جاء فيهما أيضًا فى وصف "عبيد ابن خالد": "وكان من أصحاب النبىّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-".
فهذا الوصفُ كما ترى دائرٌ بين "عبد الله بن رُبَيِّعة" وبين "عبيد بن خالد"، والأول مختلفٌ فى صحبته، والثانى بخلافه.
(¬٤) جاء بالهامش: "رواه أبو داود والنَّسائى"، وقد دَلَلْتُ على موضعه فى سنن النَّسائى. أما أبو داود فقد أخرجه فى (باب فى النُّور يُرَى عندَ قبر الشَّهيد. من كتاب الجهاد) ٣/ ١٦.

الصفحة 10