كتاب أعمار الأعيان (اسم الجزء: الكتاب)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
---------------
= هذا وقد جاء فى حواشى النسخة خمس تراجم مستدركة على المؤلف:
الترجمة الأولى
"عبد المجيد بن عبد الوهَّاب الثقفىّ. مات لعشرين سنة، من غير ما عِلَّة، وكان من أجمل الفِتيان وآدبهم وأظرفهم، وكان ابن مُناذر [يُحبُّه] قاله محمد بن يزيد النحوى".
قلت: محمد بن يزيد النحوىّ: هو أبو العباس المبرد، وكلامه هذا فى كتابه الكامل ص ١٤٢٧.
و"عبد المجيد" هذا: أحدُ أبناء الحافظ المحدّث الكبير عبد الوهاب بن عبد المجيد ابن الصلت الثقفى، المولود سنة ١٠٨، والمتوفى سنة ١٩٤. جمهرة الأنساب ص ٢٦٦، وسير أعلام النبلاء ٩/ ٢٣٧، وتاريخ بغداد ١١/ ٨، وسيأتى فى (عقد الثمانين) ص ٦٩ وابن مُناذر: هو محمد بن مُناذر -بضم الميم- مولى بنى صُبَيْر بن يربوع. كان شاعرًا فصيحًا، إمامًا فى اللغة وكلام العرب، وكان فى أول أمره ناسكًا ملازمًا للمسجد، كثير النوافل، إلي أن فُتِن بعبد المجيد بن عبد الوهاب الثقفى، فتهتَّك بعدَ ستره، وفَتَك بعد نُسكه. مات سنة ١٩٨ بعد موت عبد المجيد بيسير.
ومِن عجب أن ابن مناذر هذا معدود فى القُرّاء، قال ابن الجزرى: "له اختيارٌ فى القراءة خالف فيه الناس، وروى عنه الأهوازىُّ أنه أثبت البسملة بين الأنفال وبراءة" طبقات القراء ٢/ ٢٦٥.
وقد رثى ابن مناذر عبدَ المجيد بواحدةٍ تُعَدّ من عيون المراثى. يقول ابن المعتز: " ومرثيته فى عبد المجيد قد سارت فى الدنيا، وذُكرت فى المراثى الطِّوال الجياد، وهى فَحْلةٌ محكمةٌ فصيحة جدًّا" طبقات الشعراء ص ١٢٢، وانظر التعازى والمراثى ص ٣٠٦، والوافى بالوفيات ٥/ ٦٤، والأغانى ١٨/ ١٧٥.
ومطلع قصيدة ابن مناذر:
كلُّ حىٍّ لاقى الحِمامَ فَمُودِ ... ما لِحَىٍّ مؤمِّلٍ من خُلودِ
وفيها يقول:
إن عبدَ المجيد يوم تَوَلًى ... هَدَّ رُكْنًا ما كان بالمهدودِ
وقالوا فى موت "عبد المجيد" إنه تَرَدَّى مِن سَطْحٍ فمات.=

الصفحة 19