كتاب أعمار الأعيان (اسم الجزء: الكتاب)

قال القُرشىّ: وحدَّثنى نَصْرُ بن علىّ الجَهْضَمىّ وغيرُه، قالوا: حدَّثنا عُثمان بن عثمان الغَطَفانيّ، عن علىّ بن زيد بن جُدْعان، قال: سمعتُ عُمرَ ابن عبد العزيز يقول: "تَمَّتْ حُجَّةُ اللهِ على ابن الأربعين" فماتَ لها.
قال القُرشىُّ: وحدَّثنا خلفُ بنُ هشام، قال: حدَّثنا أبو شِهاب، عن الحسن بن عَمرو بن فُضَيل بن عَمرو، عن إبراهيم، قال: كان يُقال لصاحب الأربعين: احتفِظْ بنَفْسِك. وكان يُقال: إذا بَلَغَ الرجلُ أربعين سنةً على خُلُقٍ لم يتحرَّكْ عنه.
قال القرشىُّ: وحدَّثنا خالدُ بن خِداش، قال: حدَّثنا جريرٌ، عن منصور، عن هلال بن يَساف، قال: كان الرجلُ مِن أهل المدينة إذا بلغ أربعين سنةً تَفرَّغَ للعِبادة.
قال القُرشىُّ: وحدَّثنى إبراهيم بن سعيد، قال عبدُ الله بن داوُدَ: كان الرجلُ إذا بلغ أربعين سنة طَوَى فِراشَه.
قال القُرشىُّ: وحدَّثنى محمد بن هارون، قال: سمعتُ عائشةَ تُنْشِدُ:
إذا ما المَرْءُ جَرَّبَ ثم مَرَّتْ ... عليه الأربعون معَ الرجالِ
فلم يَلْحَقْ بصالِحِهِمْ فدَعْهُ ... فليس بمُفْلِحٍ أُخْرَى الليالي (¬١)
تُوفّى يحيى بن زكريّا لأربعين سنةً.
ولَها قُتلَ مُصْعَب بن عُمَير يومَ أُحُدٍ شهيدًا (¬٢).
ولَها قُتِل عامرُ بن فُهَيْرة يومَ بئر مَعُونَةَ شهيدًا (¬٣).
---------------
(¬١) الييتان مع بعض اختلاف فى اللآلئ المصنوعة ١/ ١٣٨.
(¬٢) قتله ابنُ قميئة. مغازى الواقدى ص ٣٠٠، وابن قميئة هذا: اسمه عبد الله، وليس ابنَ قميئة الشاعر المعروف، فهذا اسمه: عمرو، وقد وهم في المرتضى الزَّبدى. انظر التاج (قمًا)، ومقدمة تحقيق ديوان ابن قميئة ص ١٣، ورحم الله محققه الأستاذ حسن كامل الصيرفي، رحمة واسعة سابغة.
(¬٣) وكان مولًى لأبى بكر الصديق، رضى الله عنهما. مغازى الواقدى ص ٣٤٩.

الصفحة 29