كتاب أعمار الأعيان (اسم الجزء: تقديم)

الأصول العلميّة الصحيحة، ثم فهرسته الفهرسة العلمية الفنّيّة، ولست أعنى مجرَّد تلك الفهارس التقليدية المألوفة، مثل فهارس الأعلام والقبائل والمواضع والشواهد، وإنما أريد -إلى جانب ذلك- فهارس العلوم والفنون المختلفة وحوادث الأيام، المبثوثة فى ثنايا الكتاب المحقَّق، بضمّ النَّظير إلى النَّظير، وقَرْن الشَّبيه إلى الشَّبيه، وستكون هذه الفهارس الفَنّيّة الكاشفة عُدَّةً وعَوْنًا للدراسات والبحوث التى لا تقوم إلَّا على النصّ الموثَّق المحرَّر.
أما ما يُقال عن غَرْبلة التاريخ الإسلامىّ، وتصفيته من الأخطاء والأوهام، وتخليصه من محاباة الحُكَّام والملوك، وتنقيته من مظاهر الإسراف والمُبالَغات، ثم يُقال لك مِن أنَّ ماضيَنا غارقٌ فى الظُّلمات: فكلُّ أولئك من الكلام الذى يُرْسَلُ إرسالًا، لِتُملأَ به مجالسُ السَّمَر، ويُتَّخَذ سبيلًا لادّعاء العِلم .. ولذلك وأشباهِه حديثٌ آخَر.

الصفحة 11