كتاب أعمار الأعيان (اسم الجزء: تقديم)

ثانيًا: بعضُ الأعلام لم يذكر المترجِمُون لهم إلَّا سنةَ وفاتهم، فبِذكْر مَبلَغِ أعمارهم عند وفاتهم عَرفْنا سنةَ ميلادهم. وهذا فى الكتاب كثير.
ثالثًا: بعض الأعلام لم يذكر المترجمون لهم تاريخ مولد أو تاريخ وفاة، فلم يَيْقَ عنهم إلَّا مبلغ عمرهم الذى ذكره المصنّف، ويُترك تحديدُ العصر والزمن لظروف العَلَم المترجَم؛ روايةً وشيوخًا وتلاميذَ (¬١).
وفيما وراءَ تلك الفوائد التى يُتيحها لنا منهج الكتاب، نقف عند فوائد أخرى، منها:
أولًا: فى تراجم المُعمِّرين جاءنا ابن الجوزيّ بزيادات لم تأت فى أشهر كتابٍ عن المعمَّرين، وهو كتاب أبي حاتم السِّجستانى (¬٢)، بل إنه حكى أشياء عن أبي حاتم ليست فى كتابه المعمّرين المطبوع، ممَّا يُرجِح أن فى هذا المطبوع منه نقصًا.
ثانيًا: ضَبطت النسخة المخطوطة من الكتاب -وهى مقروءة على ابن الجوزى، كما يأتى بيانُ ذلك إن شاء الله- ضَبطتْ بعضَ الأعلام المشتبهة، ممَّا كان سَنَدًا لبعض علماء المُشْتَبِه فيما بعد (¬٣).
ثالثًا: لابن الجوزيّ (مَشْيخة) ذكَر فيها شُيوخَه مَرْويّاتِه عنهم، وهى مطبوعةٌ مُتداوَلَة، ولكنه ذكر فى كتابنا هذا ثلاثةً من شيوخه لم يذكرهم فى (مشيخته) وهم: أبو الحسين بن الفراء، وزاهر بن طاهر، وأبو الحسن ابن عبد السلام (¬٤). كما أنه أيضًا صَحَّح شيئًا فى تلك (المشيخة) (¬٥).
_________
(¬١) انظر ترجمة (نصر بن زياد) ص ٨٧، واجتهدتُ فيه اجتهادات أرجو أن تكون صحيحة. وانظر أيضًا ترجمة (الزبير بن حبيب) ص ٥١ وترجمة (أحمد بن جعفر بن حمدان السَّقطى) ص ٩١.
(¬٢) انظر تراجم (أكثم بن صَيْفى، وأبيه صَيْفى، وأبي وجزة) صفحتى ١٠٦، ١١٢.
(¬٣) انظر ترجمة (ثُوَب بن تُلْدة) ص ١٠٨، و (مِرْداس بن ضَبْثم) ص ١١١.
(¬٤) انظر ص ٥٣، ٧٤، ويبدو أنه اكتفى فى (مشيخته) بالأكابر منهم فقط، فقد قال فى ختامها ص ١٩٨: "هذا آخر المشايخ الأكابر، وقد سمعتُ من جماعةٍ غيرهم، ولى إجازات من خلق بطول ذكرهم". ولكنّ هؤلاء المذكورين من الأكابر أيضًا.
(¬٥) انظر ص ٥٥ تعليق ٧.

الصفحة 15