كتاب أعمار الأعيان (اسم الجزء: تقديم)

أو مذهب، أو شيخ. ومن هذه الكُتُب: الأنساب لأبي سعد السمعاني، والتراجم في هذا الكتاب غنيَّةٌ جدًّا، واللُّباب في تهذيب الأنساب لعز الدين بن الأثير، ولُبّ اللُّباب في تحرير الأنساب للسّيوطي.
وفي كُتُب ضَبْط الأعلام والكُنَى والألقاب والأنساب، مثل المبهج في تفسير أسماء شعراء الحماسة لابن جني، والإكمال في رفع الارتياب عن المختلف والمؤتلف من الأسماء والكنى والأنساب للأمير ابن ماكولا، وتكملة الإكمال لابن نقطة البغدادي الحنبلي، والمشتبه في الأسماء والأنساب والكنى والألقاب للذهبي، وتبصير المنتبه بتحرير المشتبه لابن حجر العسقلاني.
وفي كُتُب البلدان (الجغرافيا العربية) مثل معجم ما استعجم للبكري، ومعجم البلدان لياقوت الحموي، والروض المعطار في خبر الأقطار للحميري.
وتأتيك التراجم أيضًا في علم قوائم الكُتُب (الببليوجرافيا العربية) مثل الفهرست لابن النديم، ومفتاح السعادة ومصباح دار السيادة لطاش كبري زاده، وكشف الظنون للحاج خليفة - وقد أشرت إلى ذلك في صدر هذه التقدمة.
ومن هذا الفن فرعٌ مهم جدًّا، وهو ما يعرف بالمعاجم والفهارس والمشيخات والأثبات والبرامج، وهو لون من التأليف يجمع بين الشيوخ والكتب، فقد جرى كثير من العلماء على أن يصنع لنفسه معجمًا أو فهرسًا أو مشيخة أو ثَبتًا أو برنامجًا، يذكر فيه شيوخَه الذين أخذ عنهم العِلم، والكُتُب التي سمعها منهم، مُسْنَدَةً إلى مؤلِّفيها (¬١).
ثم تأتي التراجم أيضًا في ذلك اللون من التأليف الذي يُديرُه المصنِّفون حول عَلَمٍ واحد أو اثنين أو ثلاثة، ثم يستطردون من ذلك إلى تراجم أخرى بالتَّبعيَّة أو المناسبة، كما ترى في: مناقب الإمام أبي حنيفة وصاحبيه أبي يوسف ومحمد بن الحسن، للذهبي، ومناقب الشافعيّ للبيهقي، ومناقب الإمام أحمد لابن الجوزي، والانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمّة الفقهاء: مالك والشافعيّ وأبي
_________
(¬١) انظر تفصيلًا أكثر عن هذه الكُتُب في كتابي: الموجز ص ١٠١ - ١٠٥.

الصفحة 5