كتاب أحاديث في الفتن والحوادث ط القاسم

الشجرة، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك" 1.
[20] وفي رواية: "يكون بعدي أئمة، لا يهتدون بهداي، ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس" قال: قلت: كيف أصنع يا رسول إن أدركت ذلك؟ قال: "تسمع وتطيع، وإن ضرب ظهرك، وأخذ مالك، فاسمع وأطع" 2.
[21] ولمسلم: "إن كان لله خليفة في الأرض، فضرب على ظهرك، وأخذ مالك، فأطعه، وإلا فمت وأنت عاض بجذل شجرة" قلت: ماذا؟ قال: "ثم يخرج الدجال معه نهر ونار3، فمن وقع في ناره، وجب أجره4، وحط وزره، ومن وقع في نهره، وجب وزره وحط أجره"5 قلت: ثم ماذا؟ قال: "هي قيام الساعة" 6.
__________
1 صحيح البخاري بشرح الفتح –ج13 كتاب الفتن- ص35.
ومسلم بشرح النووي-ج12 كتاب الأمارة باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن ص236.
2 صحيح مسلم بشرح النووي –ج12 كتاب الإمارة –ص138.
3 أي نهر ماء وخندق نار، قيل إنهما على وجه التخيل من طريق السحر. وقيل ماؤه في الحقيقة نار، وناره ماء.
4 أي ثبت وتحقق أجر الواقع.
5 أي بطل عمله السابق.
6 أخرجه أبو داود ج11 من عون المعبود- كتاب الفتن والملاحم- باب ذكر الفتن ودلائلها ص313.
ومعنى الحديث: إذا لم يكن في الأرض خليفة، فعليك بالعزلة والصبر على تحمل شدة الزمان، وعض أصل الشجرة: كناية عن مكابدة المشقة كقولهم: فلان يعض الحجارة من شدة الألم.

الصفحة 14