كتاب أحاديث في الفتن والحوادث ط القاسم

فذكر "الفتن فأكثر فيها, حتى ذكر فتنة الأحلاس" 1.
فقال قائل: يا رسول الله وما فتنة الأحلاس فقال: "هي هي هرب وحرب2, ثم فتنة السراء3 دخنها4 من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني, وليس مني, إنما أوليائي المتقون, ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع5, ثم فتنة الدهيماء6, لا تدع أحدًا من هذه الأمة إلا لطمته لطمةً7, فإذا قيل انقضت تمادت, يصبح الرجل فيها مؤمنًا, ويمسي كافرًا, حتى يصير الناس إلى فسطاطين8, فسطاط إيمان, لا نفاق فيه, وفسطاط نفاق لا إيمان فيه, فإذا كان ذلكم فانتظروا الدجال من يومه, أو من غد" 9.
__________
1 الأحلاس: جمع حلس وهو الكساء الذي يلي ظهر البعير تحت القتب. شبهها به للزومها ودوامها.
2 الهرب: أي يفر بعضهم من بعض لما بينهم من العداوة والمحاربة. والحرب: نهب مال الإنسان وتركه لاشيء له.
3 المراد بالسراء: النعماء التي تسر الناس من الصحة والرخاء، والعافية من البلاء والوباء. وأضيفت إلى السراء، لأن السبب في وقوعها ارتكاب المعاصي بسبب كثرة التنعم.
4 دخنها: ضهورها وإثارتها.
5 أي يصطلحون على أمر واه لا نظام ولا استقامة، لأن الورك لا يستقيم على الضلع ولا يتركب عليه لاختلاف ما بينهما وبعده.
6 أي: الفتنة العظماء والطامة العمياء.
7 والمراد: أن أثر تلك الفتنة يعم الناس، ويصل لكل أحد من ضررها.
8 أي فرقتين.
9 عون المعبود شرح سنن أبي داود ج11 كتاب الفتن باب ذكر الفتن ودلائلها ص308.

الصفحة 26