كتاب أحاديث في الفتن والحوادث ط القاسم

قالوا كيف بنا يا رسول الله! إذا كان ذلك الزمان, قال: "تأخذون بما تعرفون, وتدعون ما تنكرون, وتقبلون على خاصتكم, وتدعون أمر عامتكم" 1.
[59] وله: من حديث ابن عمرو نحوه وقال: فقلت كيف أصنع قال: "الزم بيتك, وأملك عليك لسانك2, وخذ ما تعرف, ودع ما تنكر, وعليك بأمر خاصة نفسك, ودع عنك أمر العامة3" وأوله: "إذا رأيت الناس مرجت عهودهم, وخفت أماناتهم, وكانوا هكذا وهكذا" وشبك بين أصابعه فقمت إليه فقلت إلخ4.
[60] وللترمذي: عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنكم في زمان, من ترك منكم فيه عشر ما أمر به هلك, ويأتي على الناس زمان من عمل منهم بعشر ما أمر به نجا" 5. وقال: حسن غريب.
[61] ولابن ماجه: عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لتنتقون كما
__________
1 عون المعبود شرح سنن أبي داود ج11 كتاب الملاحم ص497.
والمعنى: على من يختص بكم من الأهل والخدم أو إصلاح الأحوال المختصة بأنفسكم.
2 أي لا تتكلم في أحوال الناس.
3 أي: الزم أمر نفسك، واحفظ أبنك، واترك الناس ولا تتبعهم.
4 عون المعبود بشرح سنن أبي داود ج11 كتاب الملاحم باب الأمر والنهي ص498.
5 تحفة الأحوذي بشرح الترمذي ج6 أبواب الفتن ص545.
ومعنى الحديث: أن الزمان الأول: وهو متصف بالأمن وعز الإسلام من ترك فيه عشر ما أمر به وقع في الهلاك لأن الدين عزيز وأنصاره كثير فالترك تقصير بلا عذر، أما الزمان الثاني فمن عمل فيه بعشر ما أمر به نجا. لأنه المقدور في زمن ضعف فيه الإسلام، وكثر الظلم، وعم الفسق، وقل أنصار الدين.

الصفحة 30