كتاب أحاديث في الفتن والحوادث ط القاسم

مريم عليه السلام كأنه عروة بن مسعود, فيطلبه فيهلكه, ثم يمكث الناس سبع سنين ليس بين اثنين عداوة, ثم يرسل الله ريحًا باردةً من قبل الشام فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته" حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل1 لدخلته عليه, حتى تقبضه قال: سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "فيبقى شرار الناس في خفة الطير وأحلام السباع2 لا يعرفون معروفًا, ولا ينكرون منكرًا, فيتمثل لهم الشيطان, فيقول: ألا تستجيبون فيقولون: فما تأمرنا فيأمرهم بعبادة الأوثان, وهم في ذلك دار رزقهم, حسن عيشهم, ثم ينفخ في الصور, فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتًا ورفع ليتًا3, وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله4, قال فيصعق ويصعق الناس, ثم يرسل الله-أو قال: ينزل الله- مطرًا, كأنه الطل, أو الظل نعمان الشاك5 فتنبت منه أجساد الناس, ثم ينفخ فيه أخرى {فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} 6 ثم يقال: يا أيها الناس هلموا إلى ربكم {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ} 7 ثم يقال: أخرجوا بعث النار, فيقال: من كم فيقال: من كل ألف تسعمائة وتسعةً وتسعين.
__________
1 أي: وسطه وداخله.
2 قال العلماء معناه: يكونون في سرعتهم إلى الشرور وقضاء الشهوات والفساد كطيران الطير، وفي العدوان وظلم بعضهم بعضاً في أخلاق السباع العادية.
3 أصغى: أمال. والليت: صفحى العنق.
4 أي: يطينه ويصلحه.
5 والشك من الراوي نعمان.
6 سورة الزمر، الآية: 68.
7 سورة الصافات: الآية: 24.

الصفحة 63