كتاب أحاديث في الفتن والحوادث ط القاسم

الصغيرة, وما أركبكم الكبيرة. قال سمعت أبي عبد الله بن عمر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الفتنة تجيء من ههنا -وأومأ بيده نحو المشرق- من حيث يطلع قرن الشيطان, وأنتم يضرب بعضكم رقاب بعض, وإنما قتل موسى الذي قتل من آل فرعون خطأً فقال الله له: {وَقَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً} 1" 2.
[5] وله عن معقل بن يسار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "العبادة في الهرج3 كهجرة إلي".4
[6] ولمسلم عن ابن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا فتحت عليكم فارس والروم أي قوم أنتم" قال عبد الرحمن بن عوف: نكون كما أمر الله 5, قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أو غير ذلك, تتنافسون ثم تتحاسدون, ثم تتدابرون, ثم تتباغضون, أو نحو ذلك, ثم تنطلقون في مساكن المهاجرين فتجعلون بعضهم على رقاب بعض" 6.
[7] وله عن عمرو بن عوف أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا عبيدة إلى
__________
1 سورة طه، الآية: 40.
2 مسلم بشرح النووي ج18-كتاب الفتن- باب الفتنة من المشرق حيث يطلع قرنا الشيطان ص32.
3 المراد بالهرج هنا: الفتنة واختلاط أمور الناس. وسبب كثرة فضلا العبادة فيه: أن الناس يغفلون عنها، ويشتغلون بغيرها ولا يتفرغ لها إلا الأفراد. أهـ مسلم.
4 مسلم بشرح النووي ج18 –كتاب الفتن- باب فضل العبادة في الهرج ص88.
5 معناه: نحمده ونشكره، ونسأله المزيد من فضله.
6 مسلم بشرح النووي ج18 –كتاب الزهد ص96. وأخرجه ابن ماجه ج2- كتاب الفتن- باب فتنة المال ص1324. تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي.
قال العلماء: التنافس إلى الشي: المسابقة إليه، وكراهية أخذ غيرك إياه، وهو أول درجات الحسد.

الصفحة 7