كتاب أحاديث في الفتن والحوادث ط القاسم

عليه, إلا مكة والمدينة فإنه لا يأتيهما من نقب1 من نقابهما إلا لقيته الملائكة بالسيوف صلتةً2, حتى ينزل عند الظريب3 الأحمر عند منقطع السبخة4 فترجف5 المدينة بأهلها ثلاث رجفات, فلا يبقى منافق, ولا منافقة إلا خرج إليه فتنفي الخبث6 منها كما ينفي الكير خبث الحديد, ويدعى ذلك اليوم يوم الخلاص".
فقالت أم شريك بنت أبي العكر: يا رسول الله! فأين العرب يومئذ قال: "هم قليل: وجلهم ببيت المقدس, وإمامهم رجل صالح قد تقدم يصلي بهم الصبح, إذ نزل عليهم عيسى ابن مريم الصبح فرجع ذلك الإمام ينكص7 يمشي القهقرى ليتقدم عيسى عليه السلام يصلي بالناس, فيضع عيسى يده بين كتفيه ثم يقول له: تقدم فصل, فإنها لك أقيمت فيصلي بهم إمامهم فإذا انصرف قال عيسى: افتحوا الباب فيفتح ووراءه الدجال معه سبعون ألف يهودي كلهم ذو سيف محلى وساج8 فإذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء, وانطلق هاربًا ويقول عيسى إلي فيك ضربةً لن تسبقني بها9 فيدركه عند باب لد10 الشرقي فيقتله ويهزم الله
__________
1 النقب: الطريق بين جبلين.
2 صلته: أي جرد.
3 الظراب: الجبال الصغار.
4 السبخة: هي الأرض التي تعلوها الملوحة.
5 فترجف: تتزلزل وتضطرب.
6 الخبث: هو ما تلقيه الناس من وسخ الفضة والنحاس وغيرهما إذا أذيبا.
7 النكوص: الرجوع إلى الوراء.
8 الساج: هو الطيلسان الأخضر.
9 أي: لن تفوتها علي.
10 لد: موضع بالشام وقيل بفلسطين.

الصفحة 72