كتاب أحاديث في الفتن والحوادث ط القاسم

وقال عبد بن حميد: أنا شبابة, عن ورقاء, عن أبي نجيح, عن مجاهد مثله.
[198] ولابن أبي حاتم: عن عبد الله بن عمر قال: ما كان منذ كان الدنيا رأس مائة سنة, إلا كان عند رأس المائة أمر, فإذا كان رأس مائة, خرج الدجال, ونزل عيسى ابن مريم فيقتله1.
[199] ولمسلم: عن جابر بن سمرة, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لن يبرح هذا الدين قائمًا يقاتل عليه عصابة من المسلمين, حتى تقوم الساعة" 2.
[200] وله: من حديث جابر بن عبد الله: "لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق" 3.
وله من حديث معاوية: "يقاتلون على الحق" 4.
والله أعلم
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
__________
1 ذكره الطبراني في المعجم الصغير ج2 ص210.
2 صحيح مسلم بشرح النووي ج13 كتاب الإمارة باب لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ص66.
3 تقدم تخريجه.
4 المرجع السابق ص67.
ومعنى هذه الأحاديث: أنهم لا يزالون على حق، حتى تقبضهم هذه الريح اللينة قرب القيامة، وعند تظاهر أشراطها. قال الإمام النووي: يحتمل أن هذه الطائفة مفرقة بين أنواع المؤمنين. منهم شجعان مقاتلون، ومنهم فقهاء، ومنهم محدثون، ومنهم زهاد، وآمرون بالمعروف وناهون عن المنكر، ومنهم أهل أنواع أخرى من الخير، ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين بل قد يكونون متفرقين في أقطار الأرض.
وفي هذا الحديث معجزة ظاهرة، فإن هذا الوصف مازال بحمد الله تعالى من زمن النبي صلى الله عليه وسلم إلى الآن. ولا يزال حتى يأتي أمر الله المذكور في الحديث.

الصفحة 94