كتاب جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية (اسم الجزء: 3)
« ((اللهم اسقنا..... ثلاثاً)) » .
والجواب:
أن القبورية باستدلالهم بهذا الحديث على جواز الاستغاثة بالأموات - ملبسون، ومحرفون الكلم عن مواضعه؛ فإن هذا الحديث لا يدل على جواز الاستغاثة بالغائب والميت، كما لا يدل على طلب ما لا يقدر عليه إلا الله؛ بل يدل على جواز طلب الدعاء من الحي الحاضر، وهذا مما لا كلام فيه؛ فإن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يطلبون من رسول الله صلى الله عليه وسلم الدعاء، وكان صلى الله عليه وسلم يدعو لهم.
وكذلك يجوز الآن أن تأتي رجلاً صالحاً فتطلب منه الدعاء، بل يجوز للأعلى أن يطلبه من الأدنى؛ وهذا الحديث في الاستسقاء مثال لذلك؛ حيث طلبوا منه صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله عز وجل لهم ليغيثهم ويسقيهم.
الشبهة الخامسة:
وهي استدلال القبورية بقوله تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ} [البقرة: 45] .
ولهم عجائب من الخزعبلات وغرائب من المخازي في الاستدلال بهذه الآية على جواز الاستغاثة بالأموات عند الكربات، فقد قال ابن
الصفحة 1260
1861