كتاب جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية (اسم الجزء: 3)

الكربات * والاستعانة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله رب البريات *.
بل هذه الآية من أقوى الأدلة، وأعظم البراهين، على وجوب الالتجاء إلى الله عز وجل والاستغاثة به عند الملمات * والتوسل إليه تعالى بالأعمال الصالحات *
والصبر والصلاة من أعظم الأعمال الصالحات * التي يتوسل بها إلى الله عند الكربات *.
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر توسل إلى الله تعالى بالصلاة، وقد صرح المفسرون من علماء الحنفية في بيان معنى هذه الآية بأن الله تعالى لما أمر اليهود بترك الضلال والالتزام بالشرائع، وكان ذلك شاقاً عليهم - عالج مرضهم بهذا الخطاب، فأمرهم بالاستعانة بالصبر بأن يصبروا؛ لما فيه من كسر الشهوة، وتصفية النفوس، الموجبين للانقطاع إلى الله تعالى، ولأن الصبر موجب لإجابة الدعاء.
وأما الاستعانة بالصلاة - فلما فيها من أنواع العبادة مما يقرب إلى الله تعالى قرباً يقتضي الفوز بالمطلوب * والعروج إلى المحبوب *.
وناهيك عن عبادة تكرر في اليوم والليلة خمس مرات، يناجي فيها العبد علام الغيوب * ويغسل بها العاصي درن العيوب *.
وقد روى حذيفة رضي الله عنه، «أنه صلى الله عليه وسلم: إذا حزبه أمر صلى» ،

الصفحة 1262