كتاب جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية (اسم الجزء: 3)

فإن أكثر هؤلاء إنما يكون تأثيرهم فيما يزعمون بقدر إقبالهم على وثنهم، وانصرافهم عن غيره، وموافقتهم جميعاً فيما يثبتونه دون ما ينفونه - يضعف التأثير على زعمهم، فإن الواحد إذا أحسن الظن بالإجابة عند هذا وهذا وهذا - لم يكن تأثيره مثل تأثير حسن الظن بواحد دون آخر، وهذه كلها من خصائص الأوثان) .
الشبهة الحادية عشرة:
شبهة الواسطة:
ولها صورتان عند القبورية قديماً، وحديثاً:
الأولى: صورة فلسفية منطقية كلامية.
والثانية: صورة أمية عامية عادية.
أما صورة هذه الواسطة صورة فلسفية منطقية كلامية - فتقريرها: ما ذكره كثير من القبورية المتفلسفة الكلامية، كالرازي فيلسوف الأشعرية (606هـ) ، والتفتازاني فيلسوف الماتريدية (792هـ) ، والنبهاني (1350هـ) ، والكوثري (1371هـ) :
أن النفوس التي فارقت أبدانها أقوى من هذه النفوس المتعلقة بالأبدان من بعض الوجوه؛ لأنها لما فارقت أبدانها - زال عنها الغطاء والوطاء، وانكشف لها عالم الغيب، فالإنسان إذا ذهب إلى قبر إنسان قوي النفس كامل الجوهر شديد التأثير،

الصفحة 1281