كتاب جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية (اسم الجزء: 3)

(وكل ما في الأمر أن المتوسل يرى نفسه ملطخاً بقاذورات المعاصي، أبعدته الغفلات عنه تعالى أيما إبعاد، فيفهم من هذا أنه جدير بالحرمان من تحقيق مطالبه، وقضاء حاجاته [إن دعا الله مباشرة] .... لأجل هذا يتقدم المتوسل إليه تعالى بأحبابه الذين لا يعرفون إلا طاعته، مبتهلاً إليه بجاههم عنده، وحرمتهم لديه:
أن يقضي له حاجته لأجل هؤلاء الأحباب الذين عودهم تعالى، وإذا كان هذا هو السر في التوسل - فلا أثر إذن فيه لحياة المتوسل بهم أو موتهم؛ فإنهم أحباب ربنا تعالى على أي حال كانوا.... أحياء كانوا أم أمواتاً) .
4 - ولمحمد علوي المالكي - أحد المشاهير المناضلين عن القبورية - تلبيس عجيب في التشبث بشبهة الواسطة حيث يقول:
(لابد من الواسطة، وليس كل من اتخذ بينه وبين الله واسطة يكون مشركاً، وإلا لكان البشر كلهم مشركين؛ لأن أمورهم جميعاً تنبني على الواسطة؛ فجبريل واسطة للنبي صلى الله عليه وسلم في تلقي القرآن، ورسول الله صلى الله عليه وسلم واسطة للصحابة رضي الله عنهم، فكانوا يفزعون إليه في الشدائد ويتوسلون به إلى الله، ويجوز وصف أي شخص عادي بأنه فرج الكربة، وقضى الحاجة، أي بالواسطة، فكيف بالنبي العظيم الكريم، أشرف الكونين، وسيد

الصفحة 1286