كتاب جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية (اسم الجزء: 1)
الإطلاق؛ وأنه حي في قبره حياة برزخية أبلغ من حياة الشهداء المنصوص عليها في التنزيل؛ إذ هو صلى الله عليه وسلم أفضل منهم بلا ريب، وأن الله يسمعه سلام من يسلم عليه، وتسن زيارته إلا أنه لا يشد الرحال إلا لزيارة المسجد والصلاة فيه؛ ومتى أنفق أنفس أوقاته بالصلاة عليه الواردة عنه - فقد فاز بسعادة الدارين، وكفى همه وغمه، كما جاء في الحديث، ولا ننكر كرامات الأولياء، ونعترف لهم بالحق، وأنهم على هدى من ربهم؛ مهما ساروا على الطريقة الشرعية والقوانين المرعية؛ إلا أنهم لا يستحقون شيئًا من أنواع العبادة؛ لا حال الحياة ولا بعد الممات....؛ ونثبت الشفاعة لنبينا صلى الله عليه وسلم يوم القيامة؛ حيثما ورد أيضًا ... ؛ ولا يلزم أن نكون مجسمة وإن قلنا بالجهة......؛ ولا نقول بكفر من صحت ديانته ... ؛ وإن كان مخطئًا في هذه المسألة، أو غيرها ... ؛ هذا ما نحن عليه مخاطبين من له عقل ودين وهو متصف بالإنصاف، خال عن الميل إلى التعصب والاعتساف؛ ينظر إلى ما يقال، ولا ينظر إلى من قال.
وأما من شأنه لزوم مألوفه، وعادته -
الصفحة 554
1861