كتاب التعليقات على متن لمعة الاعتقاد لابن جبرين

المقام المحمود.
(ب) وقد أحصيت شفاعاته صلى الله عليه وسلم من الأحاديث المتواترة فبلغت ست شفاعات.
(ج) والخاص به عليه الصلاة والسلام خمس:
الأولى: الشفاعة العظمى لفصل القضاء والإراحة من الموقف يطلبها الناس من أولي العزم حتى تنتهي إليه.
الثانية: شفاعته في فتح أبواب الجنة لدخول أهلها.
الثالثة: شفاعته لبعض أهل الجنة في رفع درجاتهم.
الرابعة: شفاعته في أناس استحقوا النار أن لا يدخلوها.
الخامسة: شفاعته في تخفيف العذاب عن عمه أبي طالب.
وأما العامة فهي: شفاعته وشفاعة الأنبياء والصالحين والملائكة في أناس دخلوا النار من الموحدين أن يخرجوا منها، فيخرجون بعد احتراقهم وصيرورتهم (فحما وحمما) أي: سودا فيلقون في نهر الحياة فينبتون نبات الحبة في حميل السيل.
(د) ولا تكون الشفاعة للمشركين، كما قال تعالى: {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} وقد أنكرت المعتزلة والخوارج إخراج أهل الكبائر من النار، وردوا أحاديث الشفاعة، بناء على مذهبهم في تغليب جانب الوعيد.

الصفحة 155