كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 26)

وأطلق المكوس والضرائب في جميع البلاد، ولم يعلم منه فعل قبيح، ولا عرف عنه، وعلم الأمراء سيرته، فلم يتجاسروا على الظلم، وكفوا عنه.
وكان له من الأولاد: محمود، وطغرل، ومسعود، وسليمان شاه، وسلجق. تولوا كلهم السلطنة إلا سلجق.
وزراؤه: مؤيد الملك بن نظام الملك. ثم سعد الملك أبو المحاسن، إلى أن قتله، ثم أحمد بن نظام الملك، ثم خطير الملك، وكان في نهاية الجهل، فعزله بعد مدة، وصادره، وولى غيرهم، وممن استوزره:
ربيب الدولة أبو منصور بن أبى شجاع.
ولما توفى السلطان محمد انتقلت السلطنة من العراق إلى خراسان، وذلك أن سنجر شاه لم يبق في البيت أكبر منه، فكان هو السلطان المشار إليه، ولنذكر الآن أخباره؛ لأنه كان ملكا في حياة أخيه، وعظم شأنه، واستولى على عدة ممالك، فإذا انفضت دولته، عدنا إلى ذكر أولاد محمد، [و] «1» غيرهم إن شاء الله تعالى.
ذكر أخبار السلطان سنجر
هو معز الدين «2» عماد آل سلجوق أبو الحارث سنجرشاه برهان أمير المؤمنين ابن السلطان جلال الدولة ملكشاه، وقد تقدم ذكر نسبه، وكان والده سماه أحمد، وإنما قيل له: سنجر؛ لأنه

الصفحة 372