كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 26)

ومنها حديث معاذ: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمر أن يضحى ويأمر أن يطعم منها الجار والسائل. ومنها حديث الربيع عن الحسن أنه - صلى الله عليه وسلم - أمر بالأضحى.
ومنها حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا: "من وجد سعة فليضح" (¬1).
ومنها حديثه أيضًا مرفوعًا: "من وجد سعة فلم يضح فلا يقرب مصلانا" (¬2).
قال ابن حزم: وكل هذا ليس بشيء. أما حديث مخنف فقد تقدم تضعيفه، وأما حديث الحارث فهو عن يحيى بن زرارة، عن أبيه وكلاهما مجهول لا يدرى.
قلت: يحيى روى عنه جماعة منهم: ابن المبارك، وذكره ابن حبان في "ثقاته" (¬3) وأبوه روى عنه أيضًا عتبة بن عبد الملك، وذكره ابن حبان في "ثقاته" وقال: من زعم أن له صحبة فقد وهم (¬4)، وأما ابن الجوزي فقال: له رؤية، وكذا قال أبو نعيم (¬5)، وذكره ابن منده فيهم (¬6).
¬__________
(¬1) رواه ابن عدي في "الكامل" 7/ 482 - 483.
(¬2) رواه ابن ماجه (3123)، وأحمد 2/ 321، والدارقطني 4/ 285، والحاكم 2/ 389، 4/ 232، والبيهقي 9/ 260 من حديث أبي هريرة مرفوعًا ورواه الحاكم 4/ 232 والبيهقي 9/ 260 عن أبي هريرة موقوفًا.
وقال الحاكم: هذا الحديث صحيح الإسناد، وقال ابن حجر في "الفتح" 10/ 3: رجاله ثقات، لكن اختلف في رفعه ووقفه، والوقف أشبه بالصواب، قاله الطحاوي وغيره. وصححه الألباني في "صحيح سنن ابن ماجه" (2532).
(¬3) "الثقات" 7/ 602.
(¬4) "الثقات" 4/ 267 - 268.
(¬5) "معرفة الصحابة" لأبي نعيم 3/ 1232 (1084).
(¬6) قال ابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 256: لم يفرد ابن منده زرارة بن كريم بترجمة فيما رأينا من نسخ كتابه. اهـ
قلت: لعله ذكره مضمنًا في ترجمة أخرى.

الصفحة 569