كتاب الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (اسم الجزء: 26)

اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى: أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ. مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيرِي، تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ".
٧٢٩٩ - (٢٩٦٦) (١٣٣) حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ. حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيْعٍ،
ــ
الله تبارك وتعالى) في الأحاديث القدسية (أنا أغنى الشركاء عن الشرك) أي عن المشاركة وغيرها (من عمل عملًا) من الأعمال الصالحة (أشرك فيه) أي في ذلك العمل (معي) أي مع طلب رضائي (غيري) أي طلب رضاء غيري (تركته) أي تركت ذلكم العمل (وشركه) أي مع شريكه الذي أشرك بي أي تركته له فلا أقبل منه ذلك العمل.
قوله (أشرك فيه معي غيري) إما أن يشركه في العمل صراحة وهو الشرك الجلي، وإما بأن يطلب من وراء العمل رضاء غير الله تعالى وإن لم يصرح بالشرك وهو الشرك الخفي الذي يسمى رياء أو سمعة أو محمدة.
قوله (تركته وشركه) منصوب على أنه مفعول معه، والشرك ها هنا بمعنى الشريك يعني تركته مع الشريك الذي أراد هو رضاه، ولا أقبله لنفسي فيكون عمله باطلًا لا ثواب فيه، ويحتمل أن يكون الشرك على معناه المصدري يعني تركته على شركه استدراجًا له حتى يستحق العذاب أعاذنا الله منه، قال النووي: (قوله أنا أغنى الشركاء) الخ معناه أنا غني عن المشاركة وغيرها فمن عمل شيئًا لي ولغيري لم أقبله بل أتركه لذلك الغير، والمراد أن عمل المرائي باطل لا ثواب فيه ويأثم به اهـ نووي.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث ابن ماجه في الزهد باب الرياء والسمعة [٤٢٥٥]، وأحمد [٢/ ٣٠١]، وابن خزيمة [٢/ ٦٧]، وابن حبان [١/ ٣٠٧]، والبغوي [١٤/ ٣٢٤].
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أبي هريرة بحديث ابن عباس - رضي الله عنهم - فقال:
٧٢٩٩ - (٢٩٦٦) (١٣٣) (حدثنا عمر بن حفص بن غياث) بكسر المعجمة آخره مثلثة بن الطلق النخعي الكوفي، ثقة، من (١٠) روى عنه في (٩) أبواب، قال (حدثني أبي) حفص بن غياث النخعي الكوفي، ثقة، من (٨) روى عنه في (١٤) بابا (عن إسماعيل بن سميع) مصغرًا الحنفي الكوفي بياع السابري -بفتح المهملة وكسر الموحدة-

الصفحة 406