كتاب الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (اسم الجزء: 26)

٧٣١٤ - (٢٩٧٥) (١٤٢) حدّثني أَبُو غَسَّانَ الْمِسْمَعِيُّ، مَالِكُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ. حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ. حَدَّثَنَا سُهَيلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، قَال: سَمِعْتُ ابْنًا لأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ يُحَدِّثُ أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، قَال: قَال رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا تَثَاوَبَ أَحَدُكُمْ، فَلْيُمْسِكْ بِيَدِهِ عَلَى فِيهِ. فَإِنَّ الشَّيطَانَ يَدْخُلُ"
ــ
٧٣١٤ - (٢٩٧٥) (١٤٢) (حدثني أبو غسان المسمعي مالك بن عبد الواحد) البصري، ثقة، من (١٠) روى عنه في (١٠) أبواب (حدثنا بشر بن المفضل) بن لاحق الرقاشي البصري، ثقة، من (٨) روى عنه في (١٣) بابا (حدثنا سهيل بن أبي صالح) السمان، صدوق، من (٦) روى عنه في (١٣) بابا (قال) سهيل (سمعت ابنًا لأبي سعيد الخدري) سعد بن مالك الأنصاري الخزرجي المدني - رضي الله عنه -، اسم ذلك الابن عبد الرحمن بن أبي سعيد كما صرح به عبد العزيز بن محمد عن سهيل في الرواية الآتية، ثقة، من (٣) روى عنه في (٤) أبواب (يحدث) ذلك الابن (أبي) أبا صالح السمان (عن أبيه) أبي سعيد الخدري (قال) أبوه أبو سعيد الخدري. وهذا السند من خماسياته، وفيه رواية تابعي عن تابعي (قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فيه) أي فليغط فمه بكفه (فإن الشيطان يدخل) فمه عند انفتاحه سترًا على فعله المذموم الجالب للكسل والنوم، وفي المناوي: يضع ظهر كف يساره ندبًا اهـ، وفي الحفني: تحصل السنة بوضع الظهر أو البطن من اليمنى أو اليسرى اهـ.
قال العلماء: الأمر بكظم التثاؤب ورده ووضع اليد على الفم لئلا يبلغ الشيطان مراده من تشويه صورته ودخوله في فمه وضحكه منه قاله النووي. قوله (فليمسك بيده على فمه) قال الحافظ: يتناول ما إذا انفتح بالتثاؤب فيغطي بالكف ونحوه، وما إذا وإن منطبقًا حفظًا له عن الانفتاح بسبب ذلك، وفي معنى وضع اليد على الفم وضع الثوب ونحوه مما يحصل ذلك المقصود، ثم ذكر أن المصلي يفعل ذلك أيضًا وإنه يستثنى عن النهي من أن يغطي الرجل فاه في الصلاة، وهذا النهي مروي عند ابن ماجه رقم [٩٥٣] في باب ما يكره في الصلاة اهـ. قوله (فإن الشيطان يدخل) أي من فمه إلى باطن بدنه مع التثاؤب يعني يتمكن على الوسوسة منه في تلك الحالة ويغلب عليه أو يدخله حقيقة ليشغله عن صلاته فيخرج منها أو يترك الشروع فيها، والأمر عام لكنه للمصلي آكد اهـ دهني. وقال الحافظ في الفتح [١٠/ ٦١٢] قوله (فإن الشيطان يدخل) يحتمل أن يراد به

الصفحة 426