كتاب الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (اسم الجزء: 26)

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ. حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيلَى، عَنْ صُهَيبٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَال: "كانَ مَلِكٌ فِيمَنْ كانَ قَبْلَكُمْ. وَكانَ لَهُ سَاحِرٌ. فَلَمَّا كَبِرَ قَال لِلْمَلِكِ: إِنِّي قَدْ كبِرْتُ. فَابْعَثْ إِلَيَّ غُلامًا أُعَلِّمْهُ السِّحْرَ. فَبَعَثَ إِلَيهِ غُلامًا يُعَلِّمُهُ. فَكَانَ فِي طَرِيقِهِ، إِذَا سَلَكَ، رَاهِبٌ. فَقَعَدَ إِلَيهِ وَسَمِعَ كَلامَهُ. فَأَعْجَبَهُ. فَكَانَ إِذَا أَتَى السَّاحِرَ مَرَّ بِالرَّاهِبِ وَقَعَدَ إِلَيهِ
ــ
البصري، ويقال له هدبة، ثقة، من (٩) (حدثنا حماد بن سلمة) بن دينار الربعي البصري، ثقة، من (٨) (حدثنا ثابت) بن أسلم البناني البصري، ثقة، من (٤) (عن عبد الرحمن بن أبي ليلى) يسار الأنصاري الأوسي الكوفي، ثقة، من (٢) (عن صهيب) بن سنان الرومي المدني - رضي الله عنه -. وهذا السند من خماسياته (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال كان ملك فيمن كان قبلكم) من الأمم، ولم أقف على اسم هذا الملك وعلى تعيين مكانه غير أن الظاهر أنه كان في زمن الفترة بين عيسى ونبينا عليهما الصلاة والسلام والظاهر على ما يفهم من كتب التفاسير أن ذو نواس اسمه زرعة بن حسان ملك حمير وما حولها وكان يسمى أيضًا يوسف بن شرحبيل في الفترة قبل أن يُولد النبي - صلى الله عليه وسلم - بسبعين سنة، وكانت له غدائر من شعر أي ذوائب تنوس أي تضطرب فسُمي ذا نواس وأن مكانه نجران بتقديم النون وتأخير الجيم موضع باليمن فُتح سنة عشر من الهجرة سُمي بنجران بن زيدان بن سأ (وكان له) أي لذلك الملك (ساحر) يسحر له أي يعمل السحر له وكان اسم الساحر دولعان اهـ تنبيه المعلم (فلما كبر) وأسن ذلك الساحر (قال للملك) أي لذي نواس (إني قد كبرت) أي قد كبر سني فأخاف أن أموت فينقطع منكم هذا العلم ولا يكون فيكم من يعلمه (فابعث إليّ غلامًا) أي ولدًا مراهقًا فهمًا أو قال فطنًا لقنًا فـ (أعلمه) لكم علمي (السحر فبعث) الملك (إليه) أي إلى الساحر (غلامًا) موصوفًا بالصفات السابقة (يعلّمه) لهم السحر قيل اسمه عبد الله بن الثامر كما سيأتي (فكان في طريقه) أي على طريق الغلام (إذا سلك) وذهب إلى الساحر لتعلّم السحر (راهب) اسم كان مؤخر أي متعبدًا يتعبد ربه على دين عيسى في صومعة له، اسم الراهب فيميؤن، وقيل قيشمون (فقعد) الغلام (إليه) أي عنده أي عند الراهب (وسمع) الغلام (كلامه) أي كلام الراهب من عقائد التوحيد (فأعجبه) أي أعجب الغلام كلام الراهب فأحبه (فكان) الغلام (إذا أتى الساحر مر بالراهب وقعد إليه) أي عنده ليسمع

الصفحة 451