كتاب الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (اسم الجزء: 26)

فَغَرِقُوا. وَجَاءَ يَمْشِي إِلَى الْمَلِكِ. فَقَال لَهُ الْمَلِكُ: مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ؟ قَال: كَفَانِيهِمُ اللهُ. فَقَال لِلْمَلِكِ: إِنَّكَ لَسْتَ بِقَاتِلِي حَتَّى تَفْعَلَ مَا آمُرُكَ بِهِ. قَال: وَمَا هُوَ؟ قَال: تَجْمَعُ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ. وَتَصْلُبُنِي عَلَى جِذْعٍ. ثُمَّ خُذْ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِي. ثُمَّ ضَعِ السَّهْمَ فِي كَبِدِ الْقَوْسِ ثُمَّ قُلْ: بِاسْمِ اللهِ، رَبِّ الْغُلامِ. ثُمَّ ارْمِنِي. فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذلِكَ قَتَلْتَنِي. فَجَمَعَ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ. وَصَلَبَهُ عَلَى جِذْعٍ. ثُمَّ أَخَذَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ. ثُمَّ وَضَعَ السَّهْمَ فِي كَبِدِ الْقَوْسِ ثُمَّ قَال: بِاسْمِ اللهِ، رَبِّ الْغُلامِ. ثُمَّ رَمَاهُ فَوَقَعَ السَّهْمُ فِي صُدْغِهِ. فَوَضَعَ يَدَهُ فِي صُدْغهِ فِي مَوْضِعِ السِّهْمِ. فَمَاتَ
ــ
فانكفأ اهـ (فغرقوا) فماتوا في البحر (وجاء) الغلام حالة كونه (يمشي) على رجليه بعد نجاته بالسباحة أو بما شاء الله تعالى (إلى الملك فقال له الملك ما فعل أصحابك) الذين أرسلناهم معك (فقال) الغلام (كفانيهم الله) تعالى شرهم (فقال) الغلام (للملك إنك) أيها الملك (لست بقاتلي) أي بقادر على قتلي (حتى تفعل ما آمرك به) في قتلي (قال) الملك (وما هو) أي وما الأمر الذي تأمرني به (قال) الغلام للملك (تجمع الناس في صعيد واحد) أي في أرض بارزة واسعة (وتصلبني) أي تعلقني (على جذع) من جذوع النخل أي على خشب من الأخشاب (ثم خذ سهمًا) أي نبلًا (من كنانتي) أي من كيس سهامي (ثم ضع السهم في كبد القوس) أي في مقبضها عند الرمي (ثم قل باسم الله رب الغلام) أقتل هذا الغلام (ثم ارمني) بالسهم (فإنك إن فعلت ذلك) الفعل الذي أمرتك به (قتلتني) أي تقدر على قتلي وإلا فلا تقدر على قتلي (فجمع) الملك (الناس في صعيد واحد وصلبه على جذع ثم أخذ سهمًا من كنانته) أي من كيس سهام الغلام (ثم وضع السهم في كبد القوس) أي في مقبضه (ثم قال) الملك (باسم الله رب الغلام) أرميه (ثم رماه فوقع السهم في صدغه) أي في صدغ الغلام، والصدغ الموضع المنخفض بين اللحاظ، والأذن فوق العذار (فوضع) الغلام (يده في صدغه في موضع السهم فمات) الغلام، قال القاضي: سعيه أي تسببه في قتل نفسه إنما هو ليشهر أمر الإيمان في الناس ويروا برهانه كما وقع قال القرطبي ويجاب أيضًا بأنه غير بالغ أو علم أنه لا بد أن يقتل اهـ من الأبي، وعبارة التكملة: قوله (فمات) فإن قيل كيف أمر الغلام ذلك الملك بقتل نفسه وهو

الصفحة 457